السيد أبو طالب الأخير #
  أحسن قيام، ونفذت أوامره في صعدة ونجران والجوفين والظاهر ومصانع حمير، ثم قتله أهل صعدة سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وولده غدرا، فقام بثأره السيد الشريف الواصل من الديلم من جهة الإمام أبي طالب # هذا، وأخرب صعدة، وعاونه على ذلك شيخ الشيعة في وقته محمد بن عليان بن أسعد(١) البحيري، وأمدهم الأمير غانم بن يحيى بن حمزة السليماني بمال كثير، وقال محمد بن عليان شعره الذي أوله(٢):
  تألبت الغوغاء من أهل صعدة ... . وهي إلى خمسين بيتا.
  وتوفي الإمام أبو طالب # في قرية (قيتوك)(٣) من قرى تنهجان من أرض الديلم في سنة عشرين وخمسمائة، وأوصى بأن يدفن سرّا لا يعرف مضجعه مخافة أن لو غلب الملاحدة على تنهجان لنبشوا قبره وأحرقوه، فهو لا يعلم موضع القبر على التعيين وإنما يظن ذلك(٤).
  ومن محاسن كتبه # عهد كتبه للشريف السيد شرف الدين أبي عبد الله الحسين بن الهادي رحمة الله عليهما، لما أمره بالخروج إلى اليمن سنة إحدى عشرة وخمسمائة قال فيها:
  ﷽ من المؤيد بالله أمير الأمة والمؤمنين، الحمد لله الذي شرف هذه الأمة بعد نبيها بالأئمة، وجعلهم إكمالا للنعمة، وإتماما للأمّة، وجمّل الأئمة بالخلفاء الهداة، والقضاة والكفاة، وسائر من ينوب عنهم من الولاة، وجعل الخلافة والقضاء بالحق من جملة الفرض، وشرع تفويضه إلى من زكا في الدين
(١) في (أ): سعد.
(٢) الشافي ١/ ٣٣٦.
(٣) في (أ): فينوك
(٤) أخبار أئمة الزيدية نقلا عن كتاب جلاء الأبصار ١٥٧.