الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

السيد أبو طالب الأخير #

صفحة 207 - الجزء 2

  ناديها⁣(⁣١) ينفذ أمره ما بين أهالي هذه البقاع، ويمضي على من يتحاكم إليه من أهل هذه الأصقاع، وألقى إليه⁣(⁣٢) مقاليد الخلافة والأحكام، وقلّده أمر النقض والإبرام، ليقضي فيما بينهم بالحق، وينظر في أحوالهم متحرّيا للصدق، فإن قبلوا فقد اهتدوا، وإن تولّوا فإنما عليك البلاغ، والله بصير بالعباد.

  وآمره⁣(⁣٣) أن يستشعر طاعة الله وتقواه، ويؤثر مراده ورضاه، فيما أعلن من أمره وأخفاه، وأن يدّرع درع طاعته كنه قدرته واستطاعته، وأن يستخيره فيما يختاره ويمضيه، ويستجيره فيما يجيزه ويقضيه، وأن يعتصم به في إقامة حقّه، ويتوكّل عليه في جلّ أمره ودقّه وأن يستمدّ معونته، ويطلب معونته ويفزع إليه فيما ينوبه وينويه، ويعتمد عليه فيما يذره ويأتيه، فالتقوى طريق الإسلام والاستسلام والاعتصام بتخير الأعلام والاستعلام، والاستخارة قوام ما يقترن به الإيثار، وربك يخلق ما يشاء ويختار، والتوكل داعية الاستثبات والانتظام، والاضطلاع بالأمور العظام، فعليه توكّلوا إن كنتم مؤمنين.

  وآمره أن يسلك طريقة العدل والإنصاف، ويترك سبيل العسف والإجحاف، وأن لا يصل⁣(⁣٤) من ولي هداه، وأن يسوّي في الحكم بين أولياءه وعداه، وألا يتخطى الحقّ ولا يتعدّاه، بل يحكم بالسوية، ويقضي بعدل فيما يبرم ويمضي، كيلا يلحقه استرابة، ولا ينسب إليه معابة، وأن يسوّي بين الخصمين في لحظه ولفظه، وقوله وفعله، بين القويّ والضعيف، بحيث لا يكون عنده أقوى من الضعيف حتى يأخذ الحق له، ولا أضعف من القويّ حتى يأخذ الحق منه.


(١) في (أ): تهاديها.

(٢) في (أ): عليه.

(٣) في (أ): وأمره.

(٤) في (أ): وأن لا يضل