الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

السيد أبو طالب الأخير #

صفحة 220 - الجزء 2

  إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $.

  وكان أبوه سليمان بن محمد من عباد الله الصالحين، بل كان يصلح للإمامة ويرجى منه القيام بنصرة الدين الحنيف، فرأى في حال حمل امرأته بولده الإمام # أن قائلا يقول:

  بشراك يا ابن الطهر من هاشم ... بما جد دولته تحمد

  بأحمد المنصور من مثله ... بورك فيمن اسمه أحمد⁣(⁣١)

  وأما جده المطهر بن علي بن الناصر $ فإنه كان عالما مصنفا له التصانيف في الشريعة على مذهب جده الهادي إلى الحق #، وخرّج على مذهب الهادي أشياء كثيرة، من جملتها: أن الترتيب بين اليدين والرجلين في الوضوء لا يجب.

  وكان شاعرا فصيحا فمما يروى له #:

  لحاني في الهوى لاح نصوح ... فغالب مقودي رأس جموح

  فقلت له وفي الخدين مني ... خدود خدها الدمع السفوح

  أتطمع أن تريع إلى سلو ... وأن ينسى النوى قلب جريح

  بروحي من برى روحي فأعجب ... بروح كيف منه ذاب روح

  سأركب كل هول أو أراني ... أميح ولا أراني أستميح

  ولا ألوي على وطن فتضحى ... مذلته على خدي تلوح

  فسح في الأرض واطّلب المعالي ... فكم من سيد فيها يسيح

  فلو لا أن فيمن ساح خيرا ... يفوز به لما ساح المسيح

  وتوفي # بذي جبلة سنة خمس عشرة وأربع مائة.


(١) الشافي ١/ ٣٤٣، التحف ٢٣٢.