الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 223 - الجزء 2

  كلاما، وتمثل فيه بقول المتنبي⁣(⁣١):

  كدعواك كل يدعي صحة العقل ... ومن ذا الذي يدري بما فيه من جهل

  فرد عليه الإمام #:

  إذا كنت لا تدري بما فيك من جهل ... فذاك إذا جهل مضاف إلى جهل

  ولم أنتحل ما ليس فيّ وإنما ... مقالي حق قد يصدقه فعلي

  ومن جحد الرحمن والرسل لم يكن ... بمعترف يوما بحق بني الرسل

  وكل عباد الله غيرك عارف ... بما فيّ من أصل شريف ومن فضل

  فرد عليه كلاما فيه بيتا شعر يقول فيهما:

  لنا النهي فيما حرّم الله والزجر ... وليس لكم نهي هناك ولا أمر

  فلا زال ذا فينا وذلك فيكم ... مدا الدهر حتى يأتي الحشر والنشر

  فأجابه الإمام # بكتاب تمثل في أوله ببيت شعر يقول فيه:

  لا افتخار إلا لمن لا يضام ... مدرك أو محارب لا ينام

   حمدت من أنطق الفيلسوف بذكره وحمده، وإن كان مبطنا من ذلك بخلافه وضده، لأنه سلك في مبتدإ كتابه طريقة محمودة، لو أتمها، قدّم الجفاء والمشاتمة، ثم عاد إليها فتعدّى الحدود المضروبة:

  جرى ما جرا حتى إذا قيل سابق ... تلاحقه عرق الحران فبلدا

  فرجع إلى عادته من سلاطة اللسان، والسلاطة آفة الإنسان، فكان مثله كمثل صاحب المارستان⁣(⁣٢)، ولا لوم لأنه مضى يوم دخلنا عليه صنعاء يعض لبّ


(١) انظر طبقات الزيدية الكبرى ١/ ١٣٤.

(٢) في (أ) المارسان.