ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
  رأيت إماما لم ير الناس مثله ... أبرّ وأوفى للطريد المشرد
  عفا ووفا حتى كأني عنده ... أخ أو حميم لست عنه بمبعد
  وقال أيضا أخوه أسعد في شعره:
  ملكت فأسجح منعما يا ابن فاطم ... وشيد مباني هاشم ذي المكارم
  إلى قوله:
  فإن كنت قد بلّغت عني مقالة ... فقد تبت يا مولاي توبة نادم
  وعما قليل يقول كما قال أخوه، ويفرح أن يرجع إلى ما كان عليه أبوه، وقوله: لا يحسن للرجل العاقل أن يمدح نفسه، وقد حكى الله عن يوسف # أنه قال: {اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}[سورة يوسف: ٥٥]، وقال الله ø: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ٤١ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}[الشورى: ٤١ - ٤٢] الآية. وقوله: إني طالب دنيا، وقوله هذا طار وهذا فلت، ولذتي في دنياي قتاله وقتال أمثاله من أعداء الله، وقد نغّصت عليه وعلى غيره من أهل الدنيا دنياهم في كل ناحية، ولي اليوم نيف وعشرون سنة، كلما فرغت من حرب قوم من الظالمين قمت في حرب آخرين من أعداء رب العالمين، وإني لا أبرح كذلك حتى أموت.
  وأما قوله: إني كفيته ذمّ نفسي بأني له داء لا دواء له، ونعلم أن الداء الذي لا دواء له هو الموت، وأنا له كذلك إن شاء الله تعالى، وقد قال رسول الله ÷: (نحن السّم فمن شاء فليستمّ، ونحن الشم فمن شاء فليشتم)، وإن له داء ولضدّه دواء، فليعلم ذلك والسلام، وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم.
  وكان # كثير العبادة، حسن الزهادة، وله في هذا المعنى قصيدته المشهورة: