الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 227 - الجزء 2

  رأيت معين الملك قد صار خاليا ... فأورثني سقما وأوهى عظاميا

  ونشّان والبيضاء بادت وهكذا ... براقشها والقصر قد كان عاليا

  وغمدان والسوداء والبير عطلت ... منازلها والكل قد صار خاليا

  وفي هرم ما يهرم الطفل ذكره ... وفي كمنا ما كان للناس ناديا

  وصرواح أو روثان للناس عبرة ... أباد الردى أسفاله والأعاليا

  وفي كل أرض مثلهن مآثر ... تزهّد في الدنيا وتنفي الدواعيا

  فيا ربّ قيل كان فيهنّ مترف ... وذي نخوة قد كان في الناس ساميا

  مضى ومضت أمواله ورجاله ... وقد كان موجودا فأصبح فانيا

  فكيف يطيب العيش للمرء بعدهم ... ويصبح جو الدهر للمرء صافيا

  فيا أيها المغرور أقصر عن الهوى ... وأقبل إلى التقوى ولاتك لاهيا

  وكن جاهدا في طاعة الله ربنا ... تفز بالذي تهوى ولاتك عاصيا

  فلو لم يكن غير الممات ووحشة ال ... قبور وكون المرء في القبر جاثيا

  وما ذا يلاقي من نكير ومنكر ... لكان لنا هذا من الشر كافيا

  كفى بالبلا والموت للناس زاجرا ... وبالشيب عن فعل المظالم ناهيا

  فلو كان في العقبى جهنم واديا ... وكان جنان الخلد عشرين واديا

  لخاف الذي يخشى العذاب لقاءها ... ويصبح يوما في جهنم ثاويا

  وليست سوى دارين نار وجنة ... فمن لم يحاذر صار للنار صاليا

  ولو لم يكن غير الخلود وكم عسى ... تخلد في هاتيك أو تلك باقيا

  ولولا الترجي للشهادة والهدى ... وأضحى إلى الرحمن والدين داعيا

  فطوبى لمن يعطى الشهادة تحفة ... ومن كان مهديا ومن كان هاديا

  وإعزاز دين الله بعد خمولة ... لأشبع غرثانا وأكسو عاريا

  وأنصر مظلوما وأقمع ظالما ... وأنقذ ملهوفا وأفني معاديا