الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 234 - الجزء 2

  ذلك وكان عدلا رضى، وأثنى عليه ثناء قد ذهب عني لفظه وذلك في وقت قيامه # ووجد ذلك الصنّاع الذين أمرهم بعمارة مسجده بناحية تلمص. روينا ذلك عن شيخنا محيي الدين حميد بن أحمد ¦(⁣١) عن حنظلة بن أسعد ابن عرابة وهو⁣(⁣٢) الذي وجد الورقة الذرة.

  وروي أن غلاما من مذحج يقال له: دهمش وكان رئيسا شجاعا شابا جاهد بين يدي الإمام المتوكل على الله # في بلاد يام، فاستشهد صابرا محتسبا ومات عند القتال، وكان قبل ذلك مسترسلا فبقي أهله يتأسفون عليه من النار، فرضخت صبيّة صغيرة بنت ثلاث سنين بحجر فشدخ رأسها فقالت وهي تجود بنفسها: لا تقبروني مع الكبار الكفار أهل النار واقبروني مع الصغار أهل الجنة، وإن دهمشا من أهل الجنة وعليه صيام شهر رمضان، وهي لا تعرفه ولا تعرف ما عليه، فلما وصل الإمام إلى بلد الغلام أمرت إليه والدة الغلام فقالت:

  إن دهمشا كان أفطر شهر رمضان أفأصوم عنه أم ما ذا أصنع؟ فعجب الناس من ذلك⁣(⁣٣).

  وروي أن الإمام # لما خرج لحرب صعدة - لما نكث أهلها أيمانهم ونقضوا عهودهم في عسكر عظيم من خولان وهمدان، حكى مصنف سيرته وكان ثقة:

  أن العسكر كانوا عشرين ألفا بين فارس وراجل، فلما علم أهل صعدة بإقبال الجنود كبسوا الآبار وتركوا في بعضها الجيف، فأشفقت جنود الإمام من الظمأ، ففزع إلى الله تعالى ودعى بالغياث فأنشأ الله سبحانه سحابة وكان ذلك الوقت حزيران فمطرت مطرا لا يظن بمثله أنه يسيل، وعسكره بإزاء مكان ما كاد يصلهم إلا الشفان حتى أتاه البشير يعلمه بنزول سيل عظيم حتى أحاط بمدينة صعدة


(١) في (ج) محمد بن أحمد، وقال في لوامع الأنوار ٢/ ٤٤: وله الاسمان.

(٢) وهو: ساقطة من (أ).

(٣) الشافي ١/ ٣٤٥.