الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مدته وانتصابه للأمر ونهاية عمره وموضع قبره #:

صفحة 236 - الجزء 2

  وركنا منيعا لا يرام مرامه ... وحصنا حصينا في الزمان وجيرانا

  ثم أقام # مدة وانتهى إلى الجوف وعمد موضعا يقال له: المقيلد من مآثر الجاهلية فأثار العمارة فيه في سنة خمس وأربعين، فوصل إليه خلق كثير من أهل الشرق والمسلمين زهاء ألف وأربعمائة رجل إلى المقيلد فأقاموا عنده ثمانية أيام يسألون عن المشكلات ويتصفحون أحواله وطرائقه، ثم بايعوه بعد ذلك وطلبوا منه النهوض إلى اليمن فوافقوا منه بغية كان يقصدها وضالة كان ينشدها من إرغام أهل الظلم والفساد، فنهض # حتى انتهى إلى بيت بوس وأقام فيه مدة أيام، ثم بعث رسله إلى جهات اليمن ودعوا الناس إلى طاعته وبيعته، فبايع الناس في بلاد مذحج وبكيل ومقرا وغيرها، وواعدهم للنهوض في شهر ذي الحجة سنة خمس وأربعين وخمسمائة، فوقف # حتى وصل لميعاده قبائل ضخمة يقودها رؤساؤها وأكابرها من جنب وعبس وزبيد وغيرهم، وساروا من فورهم بعد أن نزل الإمام # إلى السهل للقائهم حتى قصدوا صنعاء، وفيها عساكر كثيرة من همدان قد جمعهم السلطان حاتم بن أحمد، فدخلوا قهرا بعد قتال شديد، وكان الإمام # قد تخلف يومه ذلك في بيت بوس، حتى كان اليوم الثاني أقبلت العساكر إلى بين يديه فنزل نحو صنعاء في عسكر ضخم فنظم أمورها وأصلح جمهورها وأقام الحدود، وشرب رجل من أهل صنعاء الخمر فأمر بجلده، فأبلغ آلافا⁣(⁣١) من الدنانير ضريبة الوقت ولا يجلده، فما ثناه ذلك عن إقامة الحد عليه، والناس يفدون إليه من كل ناحية وهو يأمر بالولاة معهم واتسقت له الأمور كذلك.

  وكان من عجائبه # وقد تقدم إلى ذمار في بعض أيامه فبيناهم يسيرون


(١) في (ب) ألفا.