الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

[مولده]

صفحة 249 - الجزء 2

  فسأل من هذا؟ ففهم من الجواب أنه ولدك واسمه عبد الله، فلما ولد # أتى البشير إلى والده فقال له: أما إن كنت مبشّرا بعبد الله فقد سبقك غيرك، فلما وصل إلى منزله سألته زوجته أن يسميه عبد الله فحكى القصة.

  والمنام الثاني: أنه رأى أنه ظهر منه نور يملأ الأرض كلها فعبّره على جدته الشريفة الفاضلة سيدة بنت عبد الله الحرازي فقالت له: اكتم ذلك، فقد قيل: إنه لا بد أن يظهر منك أو من ابنك المنصور أو من يدل عليه، ثم عبّرها على رجل وهو يتعجب منها فلما استكملها قال: أبشر يا حمزة بإمام من ذريتك، فصدق اللّه منامه.

  وكان والده حمزة بن سليمان أتاه قوم من بني صريم ثم من الأجارم ثم من أهل عرار⁣(⁣١) يطلبون منه القيام والمدافعة عنهم على ابن حاتم بن أحمد لمّا ملك أرضهم فقال: لا فرج لكم على يديّ وإنما فرجكم على يدي هذا الصبي وهو بين يديه ابن العشر السنين أو دونها، سمعنا ذلك عمن رواه عنه # يروي ذلك.

  وكان حمزة من فضلاء أهل عصره وعيونهم له معرفة بأنواع العلوم، كان قد أقام مع القاضي العالم شمس الدين جعفر بن أحمد قدس اللّه روحه، وكان يروي عن القاضي: أنه يصلح للإمامة ويقول: لو دعا لأجبنا دعوته، وكان معروفا بالسخاء والمروة والطهارة والعبادة والشجاعة، ومن سخائه أنه لقيه ضيف ولم يكن معه شيء، فعمد إلى ردائه، فشقه واشترى له طعاما به، وفيه يقول الإمام المنصور باللّه # في كلمة له لما لامته امرأته في سماحته فقال مفتخرا:

  فإن أبي أوصى بنيه بخطه ... ولست بناس للوصية من أبي

  وباع تراثا من أبيه لضيفه ... وشق فضول البرد غير مكذب

  ومن ورعه ما أخبرنا به بعض الإخوان كثرهم اللّه عن الإمام المنصور باللّه


(١) في (ج): من بني حريم من الأجرام من أهل نجران.