ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
  ومنها قوله #: ويحك أين السنام من الغارب؟ لقد تحكّكت بالأفاعي العقارب، وفاخرت الصقور الجنادب، ونازلت الليوث الثعالب، واستهزأت بصنعة السرق(١) العناكب، وأرقلت الأفائل القزع(٢) لمصاولة الفحول المصاعب، وساوت الروايا المواقر ضوء أمرد غالب النجائب، كم بين الذروة والحضيض، والصحيح والمريض، ليس قطا مثل قطي، ولا المرعي في الأقوام كالراعي.
  وله # في الفقه الاختيارات المنصورية في المسائل الفقهية، علقه عنه بعض أصحابه، وفيه فقه غريب. وله كتاب الفتاوى وهو مجلد علق من أجوبة السائلين ورتب على المعتاد من ترتيب كتب الفقه.
  وكان # في الفقه المبرز في ميدانه، الناظم لدره وجمانه، المستنبط لغرائبه، المستخرج لعجائبه، وكم من غريبة جاء بها من غير تكلف مشقة.
  ولقد أخبرني الفقيه الفاضل جمال الدين عمدة المسلمين عمران بن الحسن ابن ناصر أسعده الله عن والده العالم الفاضل الحسن بن ناصر | أنه كان يقول: إن فقهه # فقه طري يشبه فقه الصحابة ¤، وقال لي بعض شيوخنا رحمهم الله وهو الفقيه الفاضل بهاء الدين علي بن أحمد الأكوع ¥ كانت المسألة إذا أشكلت عليّ [من] الإمام # طلبتها فوجدتها لأمير المؤمنين # ولزيد بن علي @، وسمعت شيخنا بهاء الدين أحمد بن الحسن الرصاص رضوان الله عليه يقول: أخشى أن تكون إمامة الإمام # صارفة للناس عن إمامة غيره بعده، فقلت: ولم ذاك؟ فقال: لأن الناس يطلبون منه من العلم ما يعهد من الإمام وربما لا يتفق ذلك.
  ولما صدرت تصانيفه إلى الجيل والديلم صحبة الداعيين سنة أربع
(١) السرق: ثياب من الحرير.
(٢) أرقل: أسرع، وأرقل المفازة: قطعها. والأفائل: مفرده أفيل، وهو ابن المخاض فما فوقه.
والقزع: صغار الإبل. القاموس ص ١٣٠٢، ١٢٤٢، ٩٧٠.