الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #

صفحة 276 - الجزء 2

  وستمائة، وأظل عليها السادة من أهل البيت $ وفقهاء الزيدية تداكوا على بيعته تداكّ الإبل العطاش عند الحياض، وقالوا: هو أعلم من الناصر للحق، سمعنا ذلك من الواردين علينا منهم مع أنهم في الجيل خاصة لا يكادون يعدلون بالناصر # أحدا.

  وأخبرني من أثق به وهو الفقيه صالح بن محمد من جهات تهامة | وكان من عباد الله الصالحين أنه سمع السيد نظام الدين يحيى بن علي السليماني قدس الله روحه يقول إمامنا هذا # أعلم من الهادي #.

  وأخبرني من أثق به أيضا عن بعض عيون علمائنا ¤ أنه كان يقول مثل ذلك، وقد كان هذا السيد⁣(⁣١) | من أغزر أهل عصره علما، وأكثرهم فهما، وهو الذي قال فيه الإمام #:

  ولو يحيى دعا قدما إليها ... لكان بها إماما للإمام

  واستنهضه للقيام في أبيات أخر يقول فيها:

  دعا الدمع مني بين أروع ماجد ... كريم عليم من ذؤابة هاشم

  يذكرني الهندي صرمة عزمه ... وفكرته في الحادث المتفاقم

  أجامع أصناف المكارم مذ نشا ... كما جمع الياقوت سلك النواظم

  إذا استعجمت بين القضاة قضية ... تناول أقصاها بفكرة حازم

  بقيت لشيد المكرمات مكرما ... ودمت ومن عاداك ليس بدائم

  أيحيى أرى الإسلام قصّ جناحه ... ولا ينهض البازي بغير قوادم

  وليس لها إلاك يا علم الهدى ... وأنت بأمر الدين أعلم عالم

  ومن شاهده في تصانيفه # علم أن له المزية العظمى، وذلك أنه كان لا يصده كثرة الناس حوله عن التصنيف، ولقد شهدته في مجلس الصباح وهو


(١) يعني السيد نظام الدين يحيى بن علي السليماني.