الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

وأما كراماته التي خص بها

صفحة 280 - الجزء 2

  بفضل الله جلّ ثناؤه وبركته #، وخرج من المسجد حتى أتى دار رجل من أهل المدينة ولا علم له ولا لأحد من أصحابه ولا خدمه بالبهائم، فهم في تلك الدار حتى أتى الحصان والبغلة وعليها درعه إلى باب الدار بلطف الله سبحانه وتعالى.

  ومن ذلك قصة النشاب وفتح الباب به، وذلك خلاف المعتاد عند أهل البلد وهذا من الأمور المشهورة التي لا يتمارى فيها من له بحث وخبرة. ومن ذلك قصة الأكسح وكانت في المرة الثانية من دخوله صنعاء فإنه كان يمشي على أرباعه فمسح عليه فعافاه الله، وهذا أيضا ظاهر وقد شاهده خلق جمّ لا يحصون من أهل المدينة على حالته الأولى وحالته الثانية.

  ومن ذلك ما روي أن رجلا كانت أسنانه كلها قد ذهبت، فمسح # عليه ودعا له فعادت كلها ما تخلف منها واحد. ومنها أنه # يوم دخل شبام لليلة باقية من شهر جمادى الأخرى سنة أربع وتسعين وخمسمائة، فوقع على الدار نور عظيم ساطع بعد صلاة العشاء الآخرة واستطار في الأرض حتى أن شيخا كبيرا كان في المسجد الجامع وكان إذا خرج بعد صلاة العشاء الآخرة يتعثر في طريقة لضعف بصره، فخرج فشاهد ذلك النور وقال لجماعة معه إني أفرق الليلة بين الحصمة البيضاء والسوداء، قال مصنف السيرة الإمامية المنصورية: وشهدت أنا بذلك ورأيته، وأخرت صلاة المغرب لأجل ذلك النور حتى دخل أول وقت العتمة وبعده، وكنت قاعدا في البيت وظننت أنه ضوء القمر حتى أنبهني من حضر أنه آخر الشهر، فخرجت إلى حجرة فإذا النور ساطع في الجدران، وظننت أنه لم يره أحد غيرنا حتى أصبح المسلمون يروون ذلك في مسجد الغيل. ومنها ما رواه مصنف السيرة عن الثقة الأمير: أن أهل ذمار رووا يوم دخل الإمام # أنهم شاهدوا عسكرا من خيل ورجال سدت عليهم الآفاق، وريحا عظيمة كفت