وأما كراماته التي خص بها
  المطرفية فأمروه بلعن الإمام # فساعدهم إلى ذلك، فأنزل الله به الكسح من ساعته، فندم على ما فعل وتاب إلى الله وتضرع إليه وتوسل بالإمام المنصور بالله # فزال ذلك عنه.
  ومنها القصة المشهورة: وهي أن وردسان لما تقدم إلى ناحية حوث في بعض أيامه فأخرب دار الإمام # ثم عاد إلى صنعاء فما تم الأسبوع حتى أنزل الله تبارك وتعالى سيلا لم يعهد أهل هذه الأعصار مثله، وكان قد بنى في صنعاء قصرا شامخا وتأنق فيه وتعمق فهدمه ذلك السيل واستلب كثيرا من أمواله ونفائسه ونجا بعد أن أشفى(١) على الهلاك، وتعفت آثار القصر إلى غير ذلك من الكرامات الجمة.
  وقد وردت الملاحم بذكره # وصفته، فمنها: ما رواه مصنف سيرته عن الأمير الفاضل بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن الهادي للحق # قدس اللّه روحه قال: وجدت في كتاب قديم - قد كاد يتلف من البلى، وله مائة وعشرون سنة إلى وقت قيام الإمام # - كلاما في ذكر قيام القائم المنصور باللّه، قال: ثم يظهر القائم المنصور بالله في سنة ثلاث وتسعين [وخمسمائة، وكان نهوض الإمام # من الجوف إلى دار معين لطلب البيعة ودعاء الناس إلى القيام والجهاد في سبيل اللّه في أول ذي الحجة من سنة ثلاث وتسعين](٢) وهذا موافق لما ذكره في الكتاب. ومنها ما رواه مصنف سيرته أولا عن الشريف الفاضل سليمان بن بدر بن عبد اللّه بن جعفر قال: وجدت في رواية صحيحة عن محمد ابن الحنفية في شعر:
  ووديعة عندي لآل محمد ... أودعتها وجعلت من أمنائها
(١) أشفا: أشرف.
(٢) ما بين المعكوفين ساقط في (ب).