وأما كراماته التي خص بها
  فإذا رأيت الكوكبين تتاوحا ... في الجدي عند صباحها ومسائها
  فهناك يبدأ عز آل محمد ... وقيامها بالنصر في أعدائها
  ومنها: ما نقل من أبيات قصيدة قديمة ذكر فيها صاحبها الخوارج، ثم ذكر صفات الغز التي شوهدت عيانا، ثم ذكر القائم بالحق فقال:
  أهل فسق ولواط ظاهر ... أهل تعذيب وضرب بالخشب
  كفروا بالدين ثم اشتغلوا ... بقراع الناس حبا للذهب
  يتركون الفرض والسنة لا ... يعرفون اللّه ليسوا بعرب
  فهم كالجن من أبصرهم ... طار رعبا ثم خوفا وهرب
  ينقلون المال من أرض سبأ ... نحو مصر ودمشق وحلب
  فإذا ما الناس ضاقوا منهم ... في بسيط الأرض طرّا والحدب
  ظهر القائم من أرض سبأ ... يمنيّ السكن شامي النسب
  اسمه باسم أبي الطهر النبي ... ذاك عبد اللّه كشاف الكرب
  يملأ الأقطار عدلا مثلما ... ملأت جورا وهذا قد غلب
  تظهر الخيرات في أيامه ... وترى الباطل فيه قد هرب
  وترى الأشيب في دولته ... يتمنى كل يوم أن يشب
  ومن تأمل هذه الصفات تحقق ما قلناه، لأن هذه الصفات المذكورة أولا هي الموجودة في الغز بالمشاهدة، ولم يقم الإمام # إلا بعد أن أصاب الناس البلاء الشديد في سهول الأرض وحزونها من هؤلاء الأعاجم، وقوله: ظهر القائم من أرض سبأ، لأن الإمام المنصور باللّه # كان خروجه من ناحية الجوف، وهو يمني السكن شامي النسب، لأن جده أبا هاشم الحسن بن عبد الرحمن # وصل من الحجاز إلى اليمن ثم صرّح بعد ذلك باسمه وهو عبد اللّه ولم يعلم أن أحدا من أئمتنا $ إلى الآن على هذه الصفات، ثم ذكر ظهور الخيرات في أيامه