الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

وأما كراماته التي خص بها

صفحة 285 - الجزء 2

  # وذلك ظاهر وإن شئت فانظر إلى الحديد وكيف كان قد اشتد على الناس وأعوزهم نهاية الإعواز فصار في الكثرة على الحد الذي عرفه كل إنسان.

  وأما المنامات الصادقة التي رآها الصالحون في حقه # فهي كثيرة.

  فمنها ما رواه مصنف سيرته عن الشريف الفاضل الحسين بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن القاسم قال: رأيت - في شعبان سنة أربع وستمائة في منامي - رجلا يؤذّن الأذان المعروف حتى انتهى إلى آخر الشهادتين ثم قال عقيب ذلك: أشهد أن عبد اللّه بن حمزة إمام مفترض الطاعة. ومنها: ما حكاه أهل جيلان في كتاب ورد منهم إلى الإمام # عقيب إجابتهم الدعوة وإقامة الجمع، وقالوا: إن رجلا من المحققين من العلماء وهو الفقيه القاسم بن إبراهيم رأى في المنام كأن هاتفا يهتف من السماء بأعلى صوته: يا أيها الناس عليكم بالله الأكبر، والإمام الأطهر والنور الأزهر والعلم الأنور عبد اللّه بن حمزة وإلا فعليكم لعنة اللّه أجمعين.

  وروى مصنف سيرته أن رجلا رأى في المنام كأن رجلا أتاه بورقة وقال:

  اقرأ هذه فإذا فيها: ، إلى عبد اللّه بن حمزة أمير المؤمنين، بشارة له بالجنة وبراءة له من النار بقتله المطرفية.

  وهذا الجنس من حكايات كراماته وغيرها يكثر، ولم يعلم أن أحدا من الأئمة المهتدين الهادين سلام اللّه عليهم أجمعين نقل له ما يقرب مما كان للإمام المنصور باللّه # فضلا عن أن يساويه، لأنه قام في وقت قد غلب على الناس فيه الإعراض عن الدين، وضعف النشاط لجهاد المخلين، حتى كان أهل مذهبه من أكثر الخاذلين إلا من عصم اللّه رب العالمين وقليل ما هم، فأراد اللّه ø أن يحرّك خواطر الناس إلى دعوته، ويحثهم على طاعته بهذه الكرامات التي كان يظهرها عليه حالا بعد حال {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ}⁣[التوبة: ١٢٥].