ذكر بيعته #، وانتصابه للأمر العام ومنتهى عمره #
  الإمام # فلما علم ذلك بعض الأكابر من العترة $ وهو الأمير السيد ظهير الدين أبو طالب بن يوسف الثائري الحسيني قدس الله روحه أمر من صلبه، وكذلك في صورة تشبه هذه، وطرد رجل من علمائهم المشهورين من بلد إلى بلد لتوقفه في إمامة الإمام # حتى صفت له # الأمور فيها، وكانت الأموال تصل في كثير من السنين من جهتهم، ولم يعلم أنه اجتمع لأحد من أئمتنا $ ما اجتمع له من انتظام أمور اليمن والحجاز وجيلان وديلمان قبله # وكذلك فإن جميع من في جهات الرّي من الزيدية كلهم اعتقدوا إمامته # وعلا صيته في جميع الأقطار.
  وكتب # الدعوة إلى ملك خوارزم علاء الدين شاه شاه، واتصلت به على يد السيد الفاضل العالم مجد الدين يحيى بن إسماعيل بن علي بن أحمد بن علي ابن محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد زبارة بن عبد الله بن الحسن بن الحسن الأفطس بن علي بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي أمير المؤمنين #. وكان من سادات الزيدية، وكان متبحرا في العلم يلقب بأستاذ الطوائف المخالف والمؤالف؛ لتوسعه في كل فن، ومعرفته لفقه كل فقيه من فقهاء الأمة، وكان لما اتصلت به هو المبلغ لها إلى السلطان المقدم ذكره، ثم لما انتهت إليه قرأها وهو من المحققين في العدل والتوحيد هو وأهل بلده معروفون بالتشدد في مذهب المعتزلة والاعتصام به، ويعتقدون من كفر الجبرية القدرية والحشوية الفرية ما نعتقده، ولهم معرفة بحق أهل البيت $، لا تزاحمهم فيها فرقة من فرق الأمة بعد شيعة أهل البيت #، فوهب السلطان للسيد مجد الدين عند ذلك خمسمائة مثقالا، ولو مد الله في عمر الإمام المنصور بالله # لكان ينتظم له الأمر في تلك الناحية إن شاء الله تعالى غير أنه لم يلبث # بعد ذلك إلا المدة اليسيرة.