الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته #، وانتصابه للأمر العام ومنتهى عمره #

صفحة 306 - الجزء 2

  ووردت كتب الملك الظافر غازي بن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب من حلب سنة إحدى وستمائة والوارد بها رجل من ولد النفس الزكية #، ووصل اليمين فعاقه سلطان العجم عن الإمام، فأجاب # بالشعر الذي أوله:

  أتهجر معتمدا دارها

  ... . . حتى قال:

  إلى حلب حيث صيد الملوك ... تحبو ويكرم زوّارها

  سلالة من شاد دين الإله ... وطهّر بالسيف أوزارها

  فرحمة ربي على روحه ... عشايا العصور وأبكارها

  وكان # قد رزقه الله تعالى من حسن الصيت وارتفاع الذكر وحسن الأحدوثة والثناء الجميل ما قل مثله لمن مضى من أئمة الزيدية $، حتى أن الإمامية على حيفهم عن السابقين من أئمة الزيدية واجترائهم على أذيتهم لم ينقل عنهم مثل ذلك في حقه # بل كانوا في نهاية المحبة والمودة له # على اعتقادهم ظلم القائمين بعد الحسين # من أئمة الزيدية $ عموما حتى قال بعض شعرائهم وهو السمطي:

  سن ظلم الأنام للناس زيد ... إن ظلم الأنام داء عضال

  وبنو الشيخ والقتيل بفخ ... ثم يحيى ومؤتم الأشبال

  ولم يزل # منفذا للبعوث والسرايا إلى مغرب ومشرق وشام ويمن، فقلّ ما كان يقف عسكره من الغزو.

  ودخل صنعاء المرة الثانية في شهر صفر سنة إحدى عشرة وستمائة، فأقام فيها مدة ثم تقدم ذمار، وانحازت جنود العجم إلى ذي حولان⁣(⁣١) فصمد لهم # بنفسه حتى أظفره الله تعالى عليهم واستولى على الخيل والسلاح وأعتق الرقاب.


(١) قرية خارج مدينة ذمار معروفة.