ذكر بيعته #، وانتصابه للأمر العام ومنتهى عمره #
  فقدما أنكر الزاكين قبلي ... فلم يظفر لشقوته بغنم
  وعارضني بمهديّ غويّ ... ألا ليت المسمي لم يسمّ
  أظنّ الاسم يبلغه المعالي ... وكم اسم يقال لغير جسم
  ظننتم حربنا شعرا بشعر ... وشتما ظل سعيكم بشتم
  فلولا حال بينكم وبيني ... جنود الظلم من عرب وعجم
  لزرتكم بأرعن مكفهر ... بطيء السير كالطود الأشم
  سلوا صنعاء يوم الروع عنا ... وعن أحلاس خيل غير عمّ
  وذي حولان إذ لجأت إليه ... أسود الغاب من كلبي وغشم
  وكانوا النار جاء لها عصار ... فطار بها إلى تياريم
  فويل مطرّف من طول حربي ... ومن طلبي ومن ضربي وضغمي
  وعدتكم فلم أخلف وعيدي ... وبالرحمن إيعادي وحتمي
  فأين وعيدكم وكشيش ضب ... ظننتم حسّه كهدير قرم
  أنا حامي الملوك فقل كقولي ... ليعجب كل ذي عقل وفهم
  على صور المسائل قلت جهلا ... وليست هاشم كرجال جرم
  فإن تك من رجال الحرب فاثبت ... وكن رجلا بها ترمى وترمي
  وجمّع كل ذي دين خبيث ... لنلحق جمعكم بجموع طسم
  وصلحت ذمار وتلك الأعمال وجرت فيها الأحكام وهو في خلال ذلك يجتهد في تدمير المطرفية، وصبّ كل محنة عليهم وبلية، حتى صاروا بين قتيل وطريد، وأجرى فيهم الأحكام من القتل وسبي الذرية في البلاد الحميرية وغيرها من الجهات المغربية، وعرّف أحكاما كانت مجهولة، وجدد شرائع كانت مدروسة وأنار سننا كانت مطموسة، وفي خلال ذلك لا يعرى عن جاهل يطعن بغير بصيرة، فيكشف له # المشكل، ويفتح له المقفل، فبين قابل ومعرض جاهل.