الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

رسالة ابن النساخ:

صفحة 311 - الجزء 2

  سلام لا تكدّره الليالي ... يروق الناظرين السامعينا

  سلام ريحه عبق ذكي ... يحاكي نشر مسك التبتبينا

  وعند استلامك للباب الأعظم، والمعاينة للحرم المحرم، تقبل مواضع القدم، وتعفر خدك بالسجود للواحد المعبود، حيث بلّغك أقصى المرام، باستهلالك بدر التمام، ملك الإسلام، جمال الدنيا والدين، واسطة عقد الهاشميين، محمد الناصر لدين الله أمير المؤمنين ... شعر:

  فيكتحل الطرف المحاسن كلّها ... ويرتاح إذ نال المنى والأمانيا

  خليفة أزكى العالمين أرومة ... ومن لم يدع للعدل ضدّا مناويا

  تشعشع نور الأفق من نور عدله ... ويخجل في الأفق الهلال اليمانيا

  وبعد ذلك نحضه على الاستعداد لإطفاء نار تأججت باليمن، أذكى وقودها قائم من بني الحسن، تمالأ أهل اليمن على نصرته، وسارعوا إلى جماعته وجمعته، وعقدوا له الألوية والبنود، وأتوا بالخميس العرمرم المحشود، ولقد قدر علينا واستظهر فعند ذلك اصدع بما تؤمر فقد أعذر من أنذر:

  وقبّل ثرى أرض الخليفة واسجد ... وسلم سلام العارض المتردد

  وسائل بني عم النبي محمد ... وأنشد بملء الشدق فيهم وغرّد

  أما بلغتكم دعوة المتهجد ... وإيعاده يوما يروح ويغتدي

  يسائل بني عمه الأخيار من أهل البادية والقرار، في إعارة يوم من الأعمار ليبتّك الأوتار، وينقم منك بالثأر، وعند استيلائه على الحرمين، والتئام أولاد البطنين، ينهض إلى الشام والعراقين، وعيد لا يفند واعده، ومنهل لا يصدر عنه وارده، هي والله إحدى الكبر، التي لا تبقي ولا تذر أين منها المفر فلا منجى ولا وزر!

  ويجري إليكم بالمغاور ضمّرا ... دلاص الدروع السابري ثيابها

  ببيض مواض ما تفل غروبها ... وسمر دقاق يطردن معابها