الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

رسالة ابن النساخ:

صفحة 315 - الجزء 2

  إن الخلافة أمر هائل خطر ... صعب مسالكها صعب مراقيها

  لو كان ما أنتم فيه على سنن ... قام المريض إلى المرضى يداويها

  أيلزم الحد محدود بحكم إلـ ... ـه الناس أم يرشد الضلال مغويها

  جعلتم حجة الدعوى مطهمة ... جردا، ومطرورة تصمى نواحيها

  إن الخليفة من يهدى لسنته ... حتى تضيء به الظلما لساريها

  ويقتفي سنة المختار معتمدا ... حتى يضم إلى الأدنى قواصيها

  ولا يميل إلى لهو ولا لعب ... إلا بسمر العوالي في مجاريها

  يجري الشريعة مجراها الذي وضعت ... عليه حتى يحل الدار بانيها

  خليفة الله يرضى الله سيرته ... ويطهر الأرض طرا من مخازيها

  كم قد سمعتم خلافا في الوصي وفي ال ... صديق يعظم في النجوى تلاحيها

  فكيف يأخذها من علم جملتكم ... بحاله عن طلاب الحق يغنيها

  القوم منا ولكن أين فاطمة ... وزوجها وسليلاها وواليها

  وأين سيرتنا المشهور طهرتها ... باسم المهيمن مجراها ومرسيها

  نقفو بها جدنا المختار لا عوج ... فيها ولا أمت تلقى في معانيها

  لا نعرف الخمر إلا حين نهرقها ... ولا الفواحش إلا حين ننفيها

  إن الخلافة حكم الله فانتظروا ... حكم المهيمن فيها فهو معطيها

  أيستقل بها من لا تقوم له ... شهادة في حقير إذ يؤديها

  وكم فتى سملت عيناه قام بها ... وبتكت أذن ثان في تعاطيها

  أي الإمامين أولى بالقيام بها ... يا قوم، أوّلها أم ذاك ثانيها

  نعوذ بالله من قول يقوم له ... سوق من الخزي لا تخبى نواديها

  أنا ابن أحمد إن فتشت عن نسبي ... القائد الخيل منكوبا حواميها

  المانع النفس ما تهواه من صغر ... عمدا لتسمو وتعلو عن مساميها