رسالة ابن النساخ:
  وغارة مثل لمع البرق مشعلة ... كنا الذوائب منها لا تواليها
  وهزمة مثل قصف الرعد مجحفة ... ظلت سيوف بني المختار تحميها
  وسائل عن فنون العلم ملتهف ... همى عليه بماء العلم هاميها
  وطالب جاء والآفاق قاتمة ... غبراء نال أمورا وهو راجيها
  من ذا يكون كآل الطهر فاطمة ... من ذا يقاربها أم من يساويها
  خلافة الله دين الله فانتقدوا ... رب السرير ليعطى القوس باريها
  يا أهل بغداد خافوا الله إن له ... بطشا يحش القرى جمعا ومن فيها
  فارعوا حقوق رسول الله والتزموا ... بعروة لا يخاف الفصم راعيها
  وراقبوا الله في سر وفي علن ... فنحن مهديّها منا وهاديها
  ونحن في غمرات الشك فلك هدى ... تنجي ويهلك عند الموج قاليها
  نحمي حمى الدين بالجرد العتاق وبال ... بيض الرقاق رؤوس الصيد نغشيها
  وكم فتى يلتقي الأبطال مبتسما ... منا ويطعنها شزرا ويرديها
  يحميه منصبه الزاكي الفرار إذا ... دقت من السمر في الأحشا عواليها
  وفحمة مثل سيل الليل عاتية ... ردت عواصيها العظمى مواضيها
  إن الحجاب لربّات الحجال فلا ... تقبل لنفسك تلبيسا فتصميها
  إن الإمام الذي يبدو لطالبه ... كالشمس لا يستطيع الغيم يخفيها
  إذا دجت ظلمات الخطب قام لها ... مشمرا وتجلّى أو يجلّيها
  ضخم الدسيعة محمود الشريعة لا ... يرضى لنحلته كبرا يدانيها(١)
  ولم يزل الأمر كذلك حتى وصلت جنود العجم من الشام إلى اليمن، فأقاموا فيه مدة مديدة حتى نظموا أحوالهم، ثم نهضوا قاصدين إلى أعمال صنعاء، فلمّا قربوا من أعمالها انتقل # إلى كوكبان من صنعاء يوم الأحد
(١) انظر دوان الإمام عبد الله بن حمزة ٨٩ - ٩١.