الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

رسالة ابن النساخ:

صفحة 318 - الجزء 2

  رويدكم فالحرب دأبي ومتجري ... ومذ طرّ شعري ما مللت وفاقها

  سبرت بنيها مذ لويت عمائمي ... ومزت لكم جدعانها وحقاقها

  أنا ابن رسول الله وابن وصيه ... عطية مجد ذو المعارج ساقها

  رقا بكم مرقوقة لمحمد ... فما حكمكم إذ تطلبون إباقها

  لنا فتية يوم الوغى طالبية ... تعوّدها طعن العدى وعناقها

  فكم من عناة قد فككت رقابها ... وكم من عتاة قد شددت وثاقها

  وكم منّة طوقتها العجم فخمة ... فهل خلعت كفرا لضيعي رباقها

  وكم ملك قد رام ملك بلادنا ... فلا هي لاقته ولا هو لاقها

  وكم من جنود فخمة صمدت لنا ... فشدت بنات الأعوجي خناقها

  رميناهم يوم الوغى بجباهها ... مسومة قبّ البطون لحاقها

  تجبرتم لما قدرتم على الذي ... أسرتم فذوقوا عارها وشقاقها

  نصبنا لكم سوقا بجعل من الوفا ... جعلنا سبيل العفو ثم نفاقها

  فبوءوا على رغم الأنوف بعارها ... ألا فاشربوا غب الجزاء غساقها⁣(⁣١)

  وكثر خاذله # في تلك المحطة لطول الأمد على الناس وملالهم، وإيثار الأكثر منهم الراحة والدعة، وهو # غير مكترث بقتلهم ولا مطول بتفرق جماعتهم، حتى إن أهل الدين الذين ينتمون إليه لم ير منهم أحد إلا جماعة قليلة من شيعته #، فإنهم آسوه بأنفسهم وأدّوا حق الله تعالى في إجابة دعوته، وقاموا بنصرته، وكانت أحوال أهل اليمن معه في شدة خذلانهم وعظيم انحرافهم تحكي من كان في عصر الحسين بن علي @ في ذلك، فصبر # محتسبا لله مناصبا لأعداء الله وبنى # الدار الواسعة في مخيمه المنصور، وبنى الناس معه الدور، واستقرت دار الضرب في المخيم المنصور، وكثر النفاق


(١) الديوان ٢٦٣ - ٢٦٤.