الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

رسالة ابن النساخ:

صفحة 319 - الجزء 2

  جدا، ويسر الله عز وعلا له # ذلك حتى إن بعض أهل دار الضرب أخبرني أنه ضرب فيها مما وصل من جهات مذحج ونواحيها من الفضة وغيرها من دراهم الغز خمسة وعشرون ألف درهم، هذا من هذه الجهات لا غير سوى ما كان ينقل من سائر النواحي، وأقام # كذلك والحرب ابتداء في الغالب من جهته # حتى إن الوقعات لم تنحصر لكثرتها إذ كانت على الجملة الكثير من هذه المدة التي أقام فيها مواجها لجنود العجم، وكانت المحطة على قلة من فيها من الأعوان والأنصار قد ألبسها الله ø الهيبة العظيمة مع خلاف أهل مسور وكونهم مع العجم وقربهم، فلم يعلم أنه وقع فيها صوت من ابتدائها إلي انتهائها بلطف الله تعالى وبركته #، وصلى # فيها العيدين رمضان والنحر، لأن ابتداء إقامته # فيها كانت من الرابع عشر شهر رمضان إلى المحرم وهو # لا يسأم ولا يفتر من قراءة الكتب ومطالعتها حتى لقد قرأ في خلال ذلك مجلدات عدة لا يشتغل بهذا الأمر الهائل، ولا يطول بهذا الخطب النازل، فلم يزل ذلك دأبه # حتى وقع الصلح يوم الأربعاء غرة شهر المحرم سنة ثلاث عشرة وستمائة، وإقامة محطة العجم عليها مائة ليلة وسبع ليال، وانصرف العدو وقد كبته الله عز وعلا قد أنفق الأموال الجليلة، وقتل من رجاله الكثير ولم يظفر بأمنيته، ولا وصل إلى بغيته.

  قال مؤلف سيرته: وحكي أنه وجد في محطة العجم أربعمائة قبر جديد، وتلف من خيلهم وبغالهم وكراعهم قدر ألف رأس ومائتي رأس، ومن الإبل سبعة آلاف، وانتقل # إلى كوكبان، وقال في شأن ذلك:

  هل تعرف الدار في أعراض ذي ظفر ... إلى الأكارع شرقيّ الخريبات

  فحزم بقلان فالحنوين فالسمحا ... ت السود من تلبس ذات الضغيات

  فدارهم بين شيحاط إلى هرم ... إلى القراشم في مجرى الأثيلات

  منازلا قد عهدناها ممنعة ... بذبّل الخط فوق الأعوجيات