الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

رسالة ابن النساخ:

صفحة 321 - الجزء 2

  لم ينج حتى فدى نفسا مرققة ... بالمال قد ملكت عن نص آيات

  وكم وعظت وكم خوّفت مجتهدا ... وكم نصحت فما أغنت نصيحاتي

  إلا أفاضل منهم هاجروا فبنوا ... مجدا يدوم إلى يوم القيامات

  وآلوا وثاروا فيا لله درهم ... كم راغموا فيّ من ذي سطوة عاتي

  ظننتم الحرب ترديني⁣(⁣١) بكلكلها ... فأتقيها بأغمار وسادات

  نشأت فيها كنصل السيف منصلتا ... فلم ترعني وراعتها مصالاتي

  مذ بضع عشرة ما غرّبت غاربها ... فالآن إذ كنت سبّاقا لغايات

  أنا ابن رب معدّ في مقالهم ... وليس رب سوى رب السماوات

  وأي فخر سوى بالطهر والدنا ... محمد وعليّ ذي المقامات

  سائل قليب وفرسان الشئام ومن ... قد كان في يمن أساد غابات

  عربا وعجما ألم أضجر لحربهم ... والقوم في لجب جم الجماعات

  كان المناخ شهورا لا رسول لنا ... ولا لهم غير بيض المشرفيات

  وهم يرومون فينا ما نروم بهم ... كل يحاول ما يدري وما يأتي

  كتائب كجبال الروم شامخة ... نباتها من رقاق⁣(⁣٢) السمهريّات

  كم حومة قد ملأناها وهم علقا ... بسفح وأقط تزري بالحكايات

  وماجد قد أطار السيف هامته ... منا ومنهم صريعا بالمناصات

  وفي شبام لنا يوم له نبأ ... قد كاد يربي على يوم القصيبات⁣(⁣٣)

  ونحن عدّة فرسان وهم بشر ... على رؤوس أولي بأس ورايات

  راموا الحصون فلاقوا دون بغيتهم ... ضربا وطعنا يصم الراغبيّات


(١) في (ب): يزريني، وفي الديوان: ترديني.

(٢) في (أ، ب): من دقاق.

(٣) في الديوان: يوم العصيّات.