الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

رسالة ابن النساخ:

صفحة 322 - الجزء 2

  وفتية من علي أصل نسبتهم ... وحي قحطان أرباب الولايات

  الضاربين حبيك البيض عن عرض ... والحاملين حمالات الجنايات

  والتاركين دروب الروم خلفهم ... والناهدين إلى آطام غايات

  والباعثين لكسرى في كتائبه ... مآتما يوم باب القادسيات

  ولو أردنا لقلنا غير أن لهم ... حقا يقيم لهم حكم الرّعيات

  ما كان مثلهم في حكم طاعتنا ... عند الوفاء على مثلي بمقتات

  لعلهم يرأبون الصدع عن كثب ... ويطلبون رقى تلك السعايات⁣(⁣١)

  ثم انتقل # من كوكبان يوم الجمعة لليلتين إن بقيتا من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وستمائة إلى ظفار حرسه الله تعالى، فأقام فيه مدة حتى دنا انقضاء الصلح بينه وبين العجم وانتقل إلى كوكبان لأربع ليال إن بقين من ذي الحجة من السنة المذكورة، ثم جهز ولده الناصر لدين الله عز الدين محمد بن أمير المؤمنين إلى كنن في الجند من الخيل والرجال، وقد كان # ابتدأ به أول مرضه في محطته في البون، وطلع كوكبان وهو يزداد بعد ذلك وكان من التجلد في حال مرضه والصبر عليه بالمحل العظيم لقوة يقينه على شدة وجعه، ولقد كان في حال النزع الشديد وهو محتب بثوبه حتى فاضت نفسه وهو كذلك.

  أخبرني من شاهده أنه دخل عليه وقد خرجت إحدى ركبتيه من حبوته والأخرى بحالها، واختار الله له الانتقال إلى دار كرامته ومستقر رحمته يوم الخميس لاثني عشر يوما من شهر المحرم سنة أربع عشرة وستمائة، ثم نقل # إلى بكر فأقام فيها مدة ثم نقل بعد ذلك # إلى الموضع الذي قد صار منسوبا إليه ودفن فيه فسلام الله عليه، لقد نعش الإسلام ببركته، وأعلاه بحميد عنايته، وكثر جماعة أهليه، وقلل سواد قاليه، بعد أن كانت فرق الضلال قد هدرت،


(١) الديوان ٩٢ - ٩٤.