الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

تصانيفه #

صفحة 331 - الجزء 2

  وقال # وقد غزا جنده المهجم وتغنم أمواله، وقتلوا رجاله في ذي الحجة سنة أربع وستمائة:

  لا ما فوارس رحرحان فاعلمي ... تبلي بلاء فوارسي في المهجم

  في معرك لم يبق فيه ناطق ... غير المهنّد والكمي المعلم

  صفّت جنود الظالمين وحاولت ... منع الذمار فعوجلت بالصّيلم

  خفرتهم بيض السيوف وفتية ... تنمى إلى الشرف الرفيع الأكرم

  قامت قيامتهم بكل مثقف ... وبكل عضب كالعقيقة مخذم

  فكأنهم والسيف يعمل فيهم ... أعجاز نخل من طرائق ملهم

  لو أنهم ثبتوا لكان بوارهم ... ولكان مثواهم سواء جهنّم

  سارت إليهم بعض عشرة ليلة ... في مجهل نآى الأنيس ومعلم

  قطعت إليهم جوز كل تنوفة ... وتنزّلت من سلّم في سلّم

  تمشي على رجلاتها وصدورها ... فيها وتنساب انسياب الأرقم

  لم يحمهم إلا فرار صادق ... عن صدمة الجيش الأجش الأيهم

  نسجت لها بردي غبار أقتم ... وملاءتين من الدخان الأسحم

  فكأنّ عين الشمس مقلة أرمد ... وكأنّ وجه البدر حرف الدّرهم

  وكأنّ أطراف الحريق المضرم ... بيض السيوف إذا صبغن من الدّم

  أسدت بنو حسن وكانت عادة ... منها إذا اكتست السيوف بعندم

  وأكارم من فرع حيدر صمّمت ... فيها وردّت شأو كلّ مصمّم

  وحماة همدان ومذحج لم تكن ... فيها بهائبة المقام الأعظم

  تركت وجوه العرب بيضا وضحّا ... وطلت وجوه الأعجمين بعظلم

  لولا تغيّب أحمد بن القاسم ال ... ملك الهمام للذّ عندي مطعمي

  لكن حلاوة دهرنا ممزوجة ... بمرارة كالشهد شيب بعلقم

  لله درّ عصابة زيدية ... زادت على أيام آل محلّم