الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

تصانيفه #

صفحة 338 - الجزء 2

  فلم تشنكم مقاماتي ولا صدرت ... سمري ظماء من الأحشاء والكبد

  حتى تركت على الأعواد ذكركم ... باد على رغم أهل البغي والحسد

  زمّوا المطيّ وقودوا كلّ سابحة ... مثل السحوق تباري الريح في الجدد

  فإرثكم حازه الأقوام دونكم ... وطالب الحق يسعى غير متئد

  أنتم سنام بني الزهراء فاطمة ... وصيد فهر وأهل المجد والعدد

  وقائل قال لي والحرب قائمة ... والخيل يغسلها مثعنجر النجد

  وللخميسين أصوات وغمغمة ... والضرب في البيض يحكي حاصب البرد

  وقد نضوت رهيف الحدّ معتمدا ... قلب الكتيبة لا ألوي على أحد

  رفقا بنفسك إن الموت مورده ... صعب فإن كنت تهوى ورده فرد

  فقلت والخيل خلفي: إن لي أجلا ... إذا بلغناه لم ينقص ولم يزد

  وهل فتى من علي أصل نسبته ... يمشي إلى الموت كالمشدود بالصّفد

  ما لي أرى حسنا قومي مخيّمة ... عني معذّرة بالمال والولد

  وفيهم مقربات غير مقرفة ... تردي بكل طويل الباع منجرد

  شمّ الأنوف إذا ما نوسبوا انتسبوا ... إلى الجحاجح من نضر ومن أدد

  عليهم كل جدلاء مضاعفة ... من نسج داود مثل النهر مطّرد

  ولست أنسى حسينا في الدعاء لها ... وكيف أنسى إذا جدّ المضاع⁣(⁣١) يدي

  بيض الوجوه بهاليل لباسهم ... إلى الملاحم قمصان من الزرد

  ينميهم خير من قامت به قدم ... من آل أحمد أعلى من هدا وهدي

  منهم إمام الهدى زيد وشافعه ... أخوه باقر علم الله ذي الرّشد

  وجعفر الصادق المصدوق من شهدت ... بفضله ملل الإسلام عن صمد

  وسبط زيد الذي بالجوزجان ثوى ... ولو سئلنا فداه بالنفوس فدي

  أئمة أوجب الرحمن طاعتهم ... فمن تنكّب عنهم في السبيل ردي


(١) في الديوان «المصاغ»، وفي (ب): إذ حط البضاع.