وله # ألفاظ في الحكم فرائد نذكرها هاهنا وهي قوله #:
  ومن استعظم نعم الله سبحانه عظم حاله، ومن صغّرها كثرت أوجاله وتضاعف بلباله، العقل ميزان والعلم وزّان، بين الأمانة والخيانة والحزم والمهابة مآل عظيم، ليس العاجز من يترك ما لا يقدر عليه، العاجز من ترك ما يمكنه، دواء الأسف على الماضي نسيانه، فإن تعذّر النسيان فالتناسي، فراق الحياة أعظم البلوى وأتمّ الناس نعمة من لم يبتل إلا بفراق الحياة، أقبح الحرمان حرمان ذي الرّحم أو مسدي صنيعة، وأقبح الجبن ما كان من نظيرك، وأقبح الشحّ شحّ الغني(١)، وأقبح الرّياء رياء العالم، وأقبح النفاق نفاق القادر، وأقبح العشق عشق الشيخ، وأقبح الجهل جهل الشريف، وأحسن العفو ما كان عمّن هو دونك، قريب العهد بالإساءة إليك، وأحسن الورع ما كان عمّا تمسّ إليه الحاجة ولا ينسب متناولة(٢) إلى زيادة.
  العدل أساس الدّين، لأنّه لا دين لمن لا عدل له وقد يقع العدل ممن لا دين له كالمشركين، فإذا العدل يستغني بنفسه عن الدين والدين لا يستغني بنفسه عن العدل، فانظر إلى محلّه ما أرفعه، وقدمه ما أرسخه، ذكر الموت صعب يهوّنه ذكر ما بعده من خير وشرّ، احتمال بعض الذلّ أبقى لجملة العزّ، الاعتذار بالشغل جهل بقدر النعمة، الموت مصيبة عظيمة يهوّنها العلم بوقوع الاشتراك فيها، ما يستر الصمات من العورات، كل جارح يصيد بقدره، من الرعية أساس السلطان، الوالي المهين يسقط هيبة السلطان القوي، الحزم هو الاحتراز مما يقضي العقل بوقوعه لولا الاحتراز، الفشل هو تجويز ما لا يقضي العقل بوقوعه في غالب الأحوال، إكرام الكريم يقوّي الداعي إلى الكرم، وتعظيم اللئيم يغري باللؤم، السماحة مفتاح الرزق، والشحّ مفتاح الحرمان في العاجل والآجل، العلم بيت بابه التواضع، ومفتاحه الخشية، وعماده الصبر، وسقفه الرجاء، وحيطانه
(١) في (ب): بزيادة: المتقدم.
(٢) في (ب): ولا تنسب مناولته إلى حاجة.