الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

عماله # وقضاته:

صفحة 353 - الجزء 2

  ومن للعدى بعد ابن حمزة ضامن ... بذي لجب تبدو عيا ظله مجر

  ومن لجياد الخيل إن ظلّ بينها ... فتى منه مأطور وآخر ذو كسر

  ومن لليتامى يوم خلفت فلّهم ... كما خلفت في الدّوّبيض القطا الكدر

  فلا يهنأ الأعداء مصرع ربّهم ... ولا عتقوا من كلّ جائحة نكر

  وناع بفيك الترب ليتك لم تكن ... نعيت الذي لم يبق منّا على ستر

  ولم يبق في عليا لؤي بن غالب ... بقاء فأولى للرّزية في فهر

  رأيت المنايا لم يدعن محمّدا ... على حاله ولم يدعن أبا بكر

  وأدركن خير الناس بعد محمّد ... قتيل التجوبي الذي جاء من مصر

  ونلن من الأعراب قيس بن عاصم ... وعمرو بن كلثوم وعمرا أبا عمرو

  وأدركن بسطام بن قيس بن خالد ... وأدركن ذا التاج الذي كان في حجر

  وعيّت عليّ النائبات فلم تدع ... طريقا إلى علم كأني لا أدري

  فلم أر إلّا أنها سوف تنتهي ... وتلك التي ليست تصح إلى زجر

  فلا عين إلا ما استهلت شجونها ... ولا قلب إلا ما تقلّب في جمر

  لرزء أصاب المسلمين فأصبحوا ... له كالسكارى الشاربين من الخمر

  أصيب عليّ بالذي لم يكن له ... كفاء بمحض في شمائله حر

  لعا لك إما بنت غير مودّع ... ولا ذا قلى فينا ولا سيئ الذّكر

  كأنك لم تركب جوادا ولم تكن ... صبرت لأيام محجّلة غرّ

  ولم تغز في خيل يلوح عقابها ... على رأس ميمون يؤيّد بالنصر

  ولم تثر دون المرهقين بطعنة ... كأنك ليث من خفيّة ذو أجر⁣(⁣١)

  ولم ينتظرك المعتفون لما بهم ... كما انتظرت غبر السنين إلى القطر

  وأضياف ليل قد دعوك إلى القرى ... هدوءا وقد بات المطي بهم يسري

  وغامض علم قد كشفت وفارس ... طعنت وعان قد فككت من الأسر


(١) في (ب): حتفة ذواجر.