الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

(وقعة الجمل)

صفحة 60 - الجزء 1

  يعني عائشة، وأغنى الناس في الناس يعني - يعلى بن منية⁣(⁣١)، وراودوا أم سلمة ^ على الخروج معهم فأبت⁣(⁣٢).

  وكتبت عائشة إلى زيد بن صوحان العبدي: من عائشة بنت أبي بكر أم المؤمنين زوجة النبي ÷ إلى ابنها الخالص زيد بن صوحان أمّا بعد: إذا جاءك كتابي هذا فأقم في بيتك، واخذل الناس عن علي حتى يبلغك أمري، وليبلغني عنك ما أسرّ به، فإنك من أوثق أهلي عندي والسلام. فلمّا قرأ كتابها قال: أمرت بأمر وأمرنا بغيره، أمرت أن تجلس في بيتها، وأن تقرّ فيه، وأمرنا أن نقاتل حتى لا تكون فتنة، فركبت ما أمرنا، وتأمرنا أن نركب ما أمرت به⁣(⁣٣). ثم إن عائشة وطلحة والزبير ومن انضاف إليهم ساروا حتى نزلوا البصرة، وفيها عامل علي # عثمان بن حنيف ¦، فهمّوا بقتله، ثم حبسوه وحلقوا لحيته، وقتلوا رجالا كثيرا كانوا معه على بيت المال وغير ذلك من أعماله⁣(⁣٤)، فلمّا بلغ عليا # مسيرهم خرج مبادرا إليهم واستنجد أهل الكوفة، ثم سار بهم إلى البصرة وهم بضعة عشر ألفا، فخرج إليهم طلحة والزبير وعائشة بأهل البصرة فاقتتلوا قتالا شديدا، وهزم عسكر عائشة، وأمر أمير المؤمنين ~ بردّها إلى المدينة، وقد كان رسول الله ÷ قال لعلي #: «إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر، فإذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها». وروينا أن عليّا # خرج على بغلة رسول الله ÷ فنادى بأعلى صوته: «ادعوا لي الزبير، فدعي به، فقال علي: أنشدك الله، أتذكر يوم مرّ بك رسول اللّه ÷، ونحن في مكان كذا؟ فقال: يا زبير أتحب


(١) الاستيعاب ٢/ ٣١٨، وكتاب الفتوح ٢/ ٤٦٣.

(٢) كتاب الفتوح ٢/ ٤٥٤، وتأريخ اليعقوبي ٢/ ٧٨.

(٣) الطبري ٤/ ٤٧٦، والبداية والنهاية ٧/ ٢٦١، وتأريخ اليعقوبي ٢/ ٨٠.

(٤) الطبري ٤/ ٤٦٩، ومروج الذهب ٢/ ٣٥٨، وكتاب الفتوح ٢/ ٤٥٩.