الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ومن كتاب نهج البلاغة:

صفحة 108 - الجزء 1

  نزل بالأمم قبلكم، وإلى الله غدا تصيرون وسيسألكم الله عن أئمتكم، والحمد لله رب العالمين⁣(⁣١).

ومن كتاب نهج البلاغة:

  وقد أخبرنا الشريف الأجل السيد الأفضل الزاهد العابد الورع الصالح أبو طالب المرتضى شراهنك الحسيني أدام الله علوّه، وأخبرنا به أيضا الفقيه الأجل العالم الزاهد المجاهد بهاء الدين علي بن محمد الأكوع رضوان الله عليه، مناولة يرفعانه إلى المصنف، وهو الشريف السيد الفاضل الرضي أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ قال: قال أمير المؤمنين # في بعض خطبه: ما وحّده من كيّفه، ولا حقيقته أصاب من مثّله، ولا إياه عنى من شبّهه، ولا صمده من أشار إليه وتوهمه، كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواه معلول، فاعل لا باضطراب آلة، مقدّر لا بجول فكرة، غني لا باستفادة. لا تصحبه الأوقات، ولا ترفده الأدوات، سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده، والابتداء أزله، بتشعير المشاعر عرف ألّا مشعر له، وبمضادته بين الأمور عرف ألّا ضدّ له، وبمقارنته بين الأشياء عرف ألّا قرين له، ضادّ النور بالظلمة، والوضوح بالبهمة، والجمود بالبلل، والحرور بالصرد، مؤلف بين متعادياتها، مقارن بين متبايناتها، مقرب بين متباعداتها، مفرق بين متدانياتها، لا يشمل بحد، ولا يحسب بعد، وإنما تحد الأدوات أنفسها، وتشير الآلات إلى نظائرها، منعتها منذ القدمية، وحمتها قد⁣(⁣٢) الأزلية، وجنبتها لولا التكملية، بها تجلى صانعها للعقول، وبها امتنع من نظر العيون، لا يجرى عليه السكون والحركة، وكيف


(١) الأمالي ٢٠٧.

(٢) في (ب): قدم.