الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ومن كلامه #:

صفحة 148 - الجزء 1

ومن كلامه #:

  اللهمّ أنت أهل الوصف الجميل، والتعداد الكثير، إن تؤمّل فخير مأمول، وإن ترج فخير مرجوّ، اللهم وقد بسطت لي فيما لا أمدح به غيرك، ولا أثني به على أحد سواك، ولا أوجّهه إلى معادن الخيبة، ومواضع الريبة، وعدلت بلساني عن مدائح الآدميين، والثناء على المربوبين المخلوقين.

  اللهمّ ولكل مثن على من أثنى عليه مثوبة من جزاء، أو عارفة من عطاء، وقد رجوتك دليلا على ذخائر الرحمة، وكنوز المغفرة. اللهمّ وهذا مقام من أفردك بالتوحيد الذي هو لك، ولم ير مستحقا لهذه المحامد والممادح غيرك، وبي فاقة إليك لا يجبر مسكنتها إلا فضلك، ولا ينعش من خلقها إلا منّك وجودك، فهب لنا في هذا المقام رضاك، وأغننا عن مدّ الأيدي إلى سواك، إنك على كل شيء قدير.

  وبالإسناد الموثوق به من كتاب آخر أنه قال في مناجاته #: إلهي ارحمنا إذا تضمنتنا بطون لحودنا، وأغميت باللّبن سقوف بيوتنا، واضطجعنا مساكين على الأيمان في قبورنا، وخلّفنا فرادى في أضيق المضاجع، وصرعتنا المنايا في أعجب المصارع، وصرنا في دار قوم كانت مأهولة منهم بلاقع. إلهي لقد رجوت ممن ألبسني من بين الأحياء ثوب عافيته ألا يعريني منه من بين الأموات بجود رأفته.

  ومن كلام له # في صفة النبي ÷:

  لم يكن ÷ بالطويل الممّغط⁣(⁣١)، ولا بالقصير المتردّد⁣(⁣٢). كان ربعة⁣(⁣٣) من القوم، ولم يكن بالجعد القطط⁣(⁣٤) ولا السّبط، كان جعدا رجلا⁣(⁣٥)، لم يكن بالمطهّم⁣(⁣٦) ولا


(١) أي: لم يكن بالطويل البائن الطول. لسان العرب ٧/ ٤٠٥ مادة: مغط.

(٢) أي: القبيح الخلقة.

(٣) أي: بين الطول والقصر.

(٤) القطط: الشديد جعودة الشعر.

(٥) مسرح الشعر.

(٦) المطهّم: العظيم الجسم.