الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مقتله # وموضع قبره وما يتصل بذلك

صفحة 203 - الجزء 1

مقتله # وموضع قبره وما يتصل بذلك

  روينا عن النبي ÷ أنه قال: «يقتل ابني الحسين بظهر الكوفة، الويل لقاتله وخاذله، ومن ترك نصرته» وعنه ÷ أنه قال: «تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بدم، فتعلق بقائمة من قوائم العرش وتقول: يا عدل يا جبار احكم بيني وبين قاتل ولدي، قال ÷ فيحكم لابنتي ورب الكعبة»⁣(⁣١).

  وروينا من أمالي السيد المرشد بالله أبي عبد الله يحيى بن الحسين الحسني # يرفعه إلى عبد الله بن عمرو بن العاص أن معاذ بن جبل أخبره، قال: خرج علينا رسول الله ÷ متغير اللون فقال: «أنا محمد أوتيت فواتح الكلام وخواتمه فأطيعوني ما دمت بين أظهركم، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب الله ø أحلّوا حلاله وحرموا حرامه، أتتكم الموتة، أتتكم الروح والراحة، كتاب من الله سبق، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم، كلما ذهب رسل جاء رسل، تناسخت النبوة فصارت ملكا، رحم الله من أخذها بحقها، وخرج منها كما دخلها. أمسك يا معاذ وأحص» قال: فلما بلغت خمسة قال: يزيد لا بارك الله في يزيد، ثم ذرفت عيناه ÷، ثم قال: نعي إليّ الحسين وأتيت بترتبه، وأخبرت بقاتله، والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم، وسلط عليهم شرارهم، وألبسهم شيعا، ثم قال: واها لفراخ آل محمد من خليفة مستخلف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف»⁣(⁣٢) أمسك يا معاذ، فلما بلغت عشرة، قال: الوليد اسم فرعون هادم شرائع الإسلام، يبوء بدمه رجل


(١) مسند علي بن موسى الرضى ص ٤٦٠، وأورده السمهودي في جواهر العقدين، وشمس الأخبار ١١٨.

(٢) روي في درر الأحاديث النبوية للإمام الهادي ص ٢١: «ويح الفراخ، فراخ آل محمد ÷ من خليفة مستخلف وعتريف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف»، والمصابيح ٣٥٤.