الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

صفته #:

صفحة 242 - الجزء 1

  درهم، فقال: ما أرى أحدا أحق بك من علي بن الحسين @، فبعث بها إليه، فلما وصلت إليه عرضها على بعض ولده، وكان إذا ترعرع أحد منهم شرى لهم الجواري، فلما أحسّت بذلك قالت: أريد الشيخ، فاستخلصها # لنفسه. وفي الرواية عنه # أنه أصبح ذات يوم فقال لأصحابه: رأيت رسول اللّه ÷ في ليلتي هذه فأخذ بيدي فأدخلني الجنة فزوجني حوراء فواقعتها فعلقت، فصاح بي رسول الله ÷ يا علي: سمّ المولود منها زيدا، فما قمنا حتى أرسل المختار بأم زيد شراؤها ثلاثون ألفا.

  وروي أن علي بن الحسين @ كان إذا صلى الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس، فجاءوه يوم ولد زيد، فبشّر به بعد صلاة الفجر، قال: فالتفت إلى أصحابه، فقال: أي شيء ترون أن أسمي هذا المولود؟ قال: فقال كل منهم: سمّه كذا، سمه كذا، فقال: يا غلام عليّ بالمصحف، قال: فجاءوا بالمصحف فوضعه في حجره، ثم فتحه فنظر إلى أول حرف في الورقة، فإذا فيه {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً}⁣[النساء: ٩٥]، ثم أطبقه، ثم فتحه ثانية فنظر في أول الورقة: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ}⁣[التوبة: ١١١] قال: هو والله زيد فسمّي: زيدا ... وكانت ولادته # سنة خمس وسبعين.

صفته #:

  قال السيد أبو طالب⁣(⁣١): كان # أبيض اللون، أعين، مقرون الحاجبين، تام الخلق، طويل القامة، كثّ اللحية، عريض الصدر، أقنى الأنف، أسود الرأس واللحية، إلّا أن الشيب خالطه في عارضيه.


(١) الإفادة ٤٥.