ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
  وكان يشبّه بأمير المؤمنين # في الفصاحة والبلاغة والبراعة، ويعرف في المدينة بحليف القرآن. قال خالد بن صفوان: انتهت الفصاحة والخطابة والزهادة والعبادة من بني هاشم إلى زيد بن علي @، لقد شهدته عند هشام بن عبد الملك وهو يخاطبه، وقد تضايق به مجلسه.
  وروينا عن بعض أصحاب زيد بن علي قال: كنت إذا رأيت زيد بن علي رأيت أسارير النور في وجهه. ووصفه بعضهم فقال: كان وسيما جميلا أديبا، وكان قد أثّر السجود في جبينه.
ذكر طرف من مناقبه وأحواله #
  نشأ # على العلم والعبادة والفضل والزهادة، وكان يعرف بالمدينة بحليف القرآن، وكان يسمع الشيء من ذكر الله فيغشى عليه.
  وقد وردت فيه آثار كثيرة عن الرسول ÷، فمن ذلك ما رويناه بالإسناد الموثوق به إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: لما أخبرني رسول الله ÷ بقتل الحسين بن علي وصلب ابنه زيد بن علي $، قلت: يا رسول الله، أترضى أن يقتل ولدك؟ قال: يا علي أرضى بحكم الله فيّ وفي ولدي، ولي دعوتان: أما دعوة فاليوم، وأما الثانية فإذا عرضوا على الله ø وعرضت عليّ أعمالهم، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: يا علي أمّن على دعائي: اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، وسلط بعضهم على بعض، وامنعهم الشرب من حوضي ومرافقتي، قال: فأتاني جبريل # وأنا أدعو عليهم وأنت تؤمّن، فقال: «قد أجيبت دعوتكما».
  وبالإسناد إلى يحيى بن ميمون يرفعه إلى النبي ÷ قال: «يصلب رجل من أهل بيتي بالكوفة عريان، لا ينظر أحد إلى عورته متعمدا إلا أعماه الله ø يوم القيامة»(١).
(١) بلفظ مقارب في مسند شمس الأخبار ١/ ١١٨، ومقاتل الطالبين ١٣٠.