الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر بيعته # ومدة ظهوره:

صفحة 253 - الجزء 1

ذكر بيعته # ومدة ظهوره:⁣(⁣١)

  كان أول أمره # أن خالد بن عبد الله القسري، ادعى مالا قبل زيد بن علي، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، وداود بن علي بن عبد الله بن العباس، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وأيوب بن سلمة بن عبد الله ابن الوليد بن المغيرة المخزومي، فكتب فيهم يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم عامل هشام على العراق إلى هشام. وزيد بن علي ومحمد بن عمر يومئذ بالرصافة، فلما قدمت كتب يوسف على هشام بعث إليهم فذكر ما كتب به يوسف فأنكروا، فقال لهم هشام: فإنا باعثون بكم إليه يجمع بينكم وبينه، فقال زيد: أنشدك الله وبالرحم أن تبعث بنا إلى يوسف، قال له هشام: وما الذي تخاف من يوسف؟ قال: أخاف أن يتعدّى علينا، فدعا هشام كاتبه، فكتب إلى يوسف أما بعد: فإذا قدم عليك زيد وفلان وفلان فاجمع بينهم وبينه، فإن هم أقرّوا بما ادّعى عليهم فسرّح بهم إليّ، وإن هم أنكروا فاسأله البينة فإن لم يقمها فاستحلفهم بعد صلاة العصر بالله الذي لا إله إلا هو ما استودعهم وديعة، ولا له قبلهم شيء، ثم خلّ سبيلهم، فقالوا لهشام: إنا نخاف أن يتعدّى كتابك، قال:

  كلا أنا باعث معكم رجلا من الحرس يأخذه بذلك حتى يفرغ ويعجل، قالوا:

  جزاك الله عن الرحم خيرا، فسرح بهم إلى يوسف وهو يومئذ بالحيرة فاجتنبوا أيوب بن سلمة لخئولته من هشام ولم يؤخذ بشيء من ذلك، فلما قدموا على يوسف دخلوا عليه فسلموا، فأجلس زيدا قريبا منه وألطفه في المسألة، ثم سألهم عن المال فأنكروا، فأخرجه يوسف إليهم، وقال هذا زيد بن علي، ومحمد بن عمر بن علي اللذان ادّعيت قبلهما ما ادّعيت قال: ما لي قبلهما قليل ولا كثير، قال له يوسف: أبي كنت تهزأ وبأمير المؤمنين؟ فعذّبه عذابا ظن أنه قد قتله، ثم


(١) ينظر مقاتل الطالبين ١٣٣ وما بعدها، والإفادة ٤٥ - ٤٧، والمصابيح ٣٨٩.