الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مقتله ومبلغ عمره #

صفحة 260 - الجزء 1

  أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية لا عقب له، وعيسى، ومحمد، والحسين، أمهم واحدة وهي: أم ولد أعقب هؤلاء الثلاثة من ولده #.

مقتله ومبلغ عمره #(⁣١):

  رماه داود بن كيسان من أصحاب يوسف بن عمر بنشابة فأصاب جبينه، فأمر للطبيب فعرفه أنه إن نزعها مات من ساعته، فقال #: الموت أهون عليّ مما أنا فيه، فعهد # عهده وأوصى وصيته، وكان من وصيته إلى ابنه يحيى # أن قال: يا بني جاهدهم فوالله إنك لعلى الحق وإنهم لعلى الباطل، وإن قتلاك لفي الجنة وإن قتلاهم لفي النار، ثم نزعت النشابة منه فقضى من حينه سلام الله عليه، وكان ذلك في عشية الجمعة لخمس بقين من المحرم سنة اثنتين وعشرين ومائة على أصح الروايات، وقيل: سنة إحدى وعشرين، وهو الذي ذكره العقيقي، حكى ذلك كله السيد أبو طالب #(⁣٢).

  فلما توفي # اختلف أصحابه في دفنه، ثم اتفقوا على أن عدلوا نهرا عن مجراه، ثم حفروا له ودفنوه وأجروا الماء على ذلك الموضع، وكان معهم في تلك الحال غلام سندي، فلما أصبح نادى منادي يوسف بن عمر من دلّ على قبر زيد ابن علي كان له من المال كذا وكذا، فدلهم عليه ذلك الغلام فاستخرجوه # من قبره ثم احتزوا رأسه فوجهوا به إلى هشام بن عبد الملك وصلبوا جثته بالكناسة.

  وكان له في صلبه من الكرامات ما يدل على علو منزلته عند الله ø فمن ذلك ما روي أن العنكبوت كانت تنسج على عورته ليلا، فكانوا لعنهم الله إذا أصبحوا يهتكون نسجها بالرماح. ومنها أن امرأة مؤمنة مرّت فطرحت عليه خمارها فالتاث بمشيئة الله ø فصعدوا فحلوه، فاسترخت سرته حتى غطت


(١) الإفادة ٤٩.

(٢) الإفادة ص ٦٥.