الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره #

صفحة 294 - الجزء 1

  وولى قضاء المدينة عبد العزيز بن المطلب المخزومي، وكان على أبواب العطاء عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة، وعلى شرطته عبد الحميد ابن جعفر، ثم وجهه في وجه، فولّاها عمرو بن محمد بن خالد بن الزبير ذكره السيد أبو طالب #(⁣١).

ذكر مقتله ومبلغ عمره وموضع قبره #(⁣٢):

  لما اشتهر أمره # في المدينة وغيرها، جهز أبو جعفر إليه الجنود يقودهم عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس في أربعة آلاف رجل وقال: إنك سترد على حرم رسول الله ÷ وجيران قبره فإن قتل محمد أو أخذ أسيرا فلا تقتل أحدا وارفع السيف، فإن طلب محمد الأمان فأعطه، وإن فاتك فاستمل عليه أهل المدينة، فاقتل من ظفرت به منهم، فلما بلغ محمدا مسيره خندق على المدينة خندقا على أفواه السكك، فقاتلهم عيسى بن زيد بن علي $، ومحمد جالس على المصلى ثم جاء هو فباشرهم القتال بنفسه، فلما اقتتلوا ساعة انهزم أصحاب محمد وتفرقوا عنه فلما رأى ذلك رجع إلى دار مروان فصلى الظهر واغتسل وتحنط، وذكر الشيخ أبو الفرج أن القتال كان يوم الاثنين للنصف من شهر رمضان⁣(⁣٣).

  وروى بإسناده عن أبي الحجاج قال: رأيت محمدا وإن أشبه ما خلق الله به لما ذكر من حمزة بن عبد المطلب يهذّ الناس بسيفه ما يقاربه أحد إلا قتله، لا والله ما يليق⁣(⁣٤) شيئا، حتى رماه إنسان كأني انظر إليه أحمر أزرق بسهم، ودهمتنا الخيل فوقف إلى ناحية جدار وتحاماه الناس.


(١) الإفادة ٥٩.

(٢) انظر المقاتل ٢٧٥، والإفادة ٥٩، والمصابيح ٤٤٣.

(٣) المقاتل ص ٢٧٥.

(٤) أي لم يلق شيئا إلا قطعه حسامه. لسان العرب ١٠/ ٣٣٤. ومن ذلك قول أبي العيال:

خضم لم يلق شيئا ... كأن حسامه اللهب.