الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

صفته #:

صفحة 318 - الجزء 1

  إن لأبي الدوانيق منزلة في النار لا ينالها إلا بما فعل بنا، وإن لنا منزلة في الجنة لا ننالها إلا بالصبر على ما نحن فيه، فإن شئت أن أدعو الله أن يخفف عن أبي جعفر ويقصّر بنا عن منزلتنا فعلت؟. فقال له عمه #: بل نصبر، وكانت حلق أقيادهم قد اتسعت فكانوا يحلّونها فإذا أحسوا بالحرس ردّوها وامتنع هو عن مثل ذلك، فقال له بعضهم في هذا، فقال: لا أحله حتى أحضر أنا وأبو جعفر بين يدي الله تعالى فيسأله فيم قيدني؟ إلى غير ذلك من طرائقه الشريفة. وكل آبائه $ نجباء بررة أزكياء، فروع شجرة طيبة مباركة.

صفته #:

  ذكر السيد أبو طالب # أنه كان أسود الرأس واللحية لم يخالطه الشيب، وكان بطلا شجاعا، سخيّا لا يكترث بالأموال⁣(⁣١).

ذكر طرف من مناقبه وأحواله #:

  كان # قد نشأ على السداد وطرق الرشاد، جامعا بين العلم والعمل حتى اعتلى ذروة الشرف، جاريا على طريقة آبائه الأخيار السادة الأبرار $.

  وقد روى العلماء فيه من الأثر عن رسول الله ÷ ما يقضي بفضله، فمن ذلك ما رواه الشيخ أبو الفرج في مقاتل الطالبية [٤٣٦] بإسناده عن زيد ابن علي @ قال: انتهى رسول الله ÷ إلى موضع فخّ فصلى بأصحابه صلاة الجنائز، ثم قال: «يقتل هاهنا رجل من أهل بيتي في عصابة من المؤمنين، ينزل لهم بأكفان وحنوط من الجنة، تسبق أرواحهم إلى الجنة قبل أجسادهم»⁣(⁣٢).

  وروى أيضا بإسناده عن محمد بن علي قال: مرّ النبي ÷ بفخ فنزل


(١) الإفادة ص ٩٢.

(٢) المصابيح ٤٦٤.