الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

بيعته # والسبب في قيامه:

صفحة 320 - الجزء 1

  قال: ادفعه إليه⁣(⁣١).

  وروينا عن الإمام القاسم بن إبراهيم عن أبيه عن جده $ قال:

  عوتب الحسين بن علي @ صاحب فخّ فيما كان يعطي، وكان من أسخى العرب والعجم فقال: والله ما أظن أن لي فيما أعطي أجرا، فقيل له:

  وكيف ذاك؟ قال: إن الله يقول: {لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}⁣[آل عمران: ٩٢] والله ما هو عندي وهذه الحصاة إلا بمنزلة، يعني المال.

  والحكايات في هذا المعنى كثيرة، وما أقمنه بقول القائل:

  وما مزبد من خليج البحو ... ر يعلو الآكام ويعلو الجسورا

  بأجود منه بما عنده ... فيعطي المئين ويعطي البدورا

بيعته # والسبب في قيامه:

  روى الشيخ أبو الفرج⁣(⁣٢) أن موسى الملقب بالهادي، ولى على المدينة إسحاق ابن عيسى فاستخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف بعبد العزيز بن عبد الله فحمل على الطالبيين وأساء إليهم وأفرط في التحامل عليهم، وطالبهم بالعرض في كل يوم، وكانوا يعرضون في المقصورة، وأخذ كل واحد منهم بكفالة قريبه ونسبه، فضمن الحسين بن علي، ويحيى بن عبد الله بن الحسن، والحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن، ووافى أوائل الحاج، وقدم من الشيعة نحو من سبعين رجلا فنزلوا في دار ابن أفلح بالبقيع وأقاموا بها، وغلّظ العمري أمر العرض، وولّى على عرض الطالبيين رجلا يعرف بأبي بكر بن عيسى بن الحائك مولى للأنصار، فعرضهم يوم جمعة فلم يأذن لهم في الانصراف حتى بدأ أوائل⁣(⁣٣) الناس يجيئون إلى المسجد، ثم أذن لهم، فكان قصارى أحدهم أن تغدّى وتوضأ للصلاة وراح إلى المسجد فلما صلوا حبسهم في المقصورة إلى العصر ثم


(١) المقاتل ص ٤٤٠.

(٢) المقاتل ٤٤٣ - ٤٥٠.

(٣) في (ج): أول.