الإمام إدريس بن عبد الله @⁣^(⁣١)

  هو إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $. وأمه عاتكة بنت الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي. وكان # قد نشأ على طريقة أهله الغرّ الميامين السادة الأكرمين فأحرز قصبات السبق في ميدان الشرف، وأحسن خلافة من غبر من السلف، وجمع خصال الإمامة، وكان قد صار إلى الغرب فعرفه جماعة من أهل الناحية كانوا قد حجّوا في السنة التي قتل فيها الحسين بن علي الفخي @ وشاهدوه يقاتل، وقد اصطبغ قميصه دما⁣^(⁣٢).

  فلما شهر نفسه في نواحي الغرب⁣^(⁣٣) ودعا إلى الله والجهاد في سبيله كتب دعوته # وهي هذه: ﷽ الحمد لله الذي جعل النصر لمن أطاعه، وعاقبة السوء لمن عند عنه، ولا إله إلا الله المتفرد بالوحدانية، الدّال على ذلك بما أظهر من عجيب حكمته ولطيف تدبيره، الذي لا يدرك إلا بأعلامه وبيناته، سبحانه منزها عن ظلم العباد، وعن السوء والفحشاء {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}⁣[الشورى: ١١] وصلى الله وسلم على محمد عبده ورسوله وخيرته من خلقه، انتجبه واصطفاه، واختاره وارتضاه، ~ وعلى آله أجمعين.

  أمّا بعد: فإني أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه ÷، وإلى العدل في الرعية، والقسم بالسوية، ورفع المظالم، والأخذ بيد المظلوم، وإحياء السنة

(١) انظر مقاتل الطالبين ٤٨٧، والطبري ٦/ ٤١٦، وأخبار فخ ١٨١، وانظر الفهرسة ٣٥٨، والأعلام ١/ ٢٧٩ والاستقصاء ١/ ٦٧، وابن خلدون ٤/ ١٢، وأعيان الشيعة ٣/ ٢٣٠، ونسب قريش ٥٥ والفلك الدوار ٣١ والشافي ١/ ٢٣٧.

(٢) مقاتل الطالبين ٤٨٧، وأخبار فخ ١٨١.

(٣) غرب إفريقيا.