الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر نكت من كلامه #:

صفحة 10 - الجزء 2

  قال السيد أبو طالب #(⁣١): وكان القاسم # انتقل إلى الرّس في آخر أيامه، وهي أرض اشتراها # وراء جبل أسود بالقرب من ذي الحليفة، وبنى هناك لنفسه ولولده وتوفّي بها - وقد حصل له ثواب المجاهدين من الأئمة السابقين - سنة ست وأربعين ومائتين، وله سبع وسبعون سنة، ودفن فيها ومشهده معروف يزوره من يريد زيارته فيخرج من المدينة إليه.

ذكر نكت من كلامه #:

  قال # في صدر كتاب المكنون: أستعصم الله بعصمته التي لا تهتك، وأستر شده إلى السبيل الذي ينجو به من الردى من هلك، وأستوهبه التوفيق لهدايته، والحظ الوافر من طاعته، وأرغب إليه في إلهام حكمته، واجتناب معصيته⁣(⁣٢).

  وقال # فيه: يا بني ولخير خصال المرء أن يكون على خلاله مستشرفا، ولأوده مثقفا، وبما يكون له من غيره متعرفا من جميل يومئ به إليه، أو مذموم خليقة يطعن من أجلها عليه، يا بني فكل من لم يفصل بالتمييز ما يعنيه من زمنه، ويحذر مضلات فتنه، ويدخر لنفسه في جدته ما يحمد غبّه في عاقبته، ويختر الزيادة على النقصان، والربح على الخسران، فهو كالماصّ لثدي أمه، المخدوج قبل تمّه⁣(⁣٣).

  ومن كلامه # فيه: ومن أعجب العجائب ذو شيبة مرتد بالنوائب، متسربل بالمصائب، يستنكر رتب التصاريف، ويفجر أمامه بالتسويف، وذلك لضعف نحيزته⁣(⁣٤) ونسيانه لما يتصرف فيه من أزمنته، وكثرة سهوه وغفلته عما


(١) الإفادة ١٠٠.

(٢) مجموع كتب ورسائل الإمام القاسم ٢/ ٢٩٣.

(٣) المجموع ٢/ ٢٩٦.

(٤) نحيزة الرجل: طبيعته.