الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

ذكر نكت من كلامه #:

صفحة 50 - الجزء 2

ذكر نكت من كلامه #:

  قال #: أصل الخشية لله العلم، وفرع الخشية لله الورع، وفرع الورع الدين، ونظام الدين محاسبة المرء نفسه، وآفة الورع تجويز المرء لنفسه الصغيرة من فعله، وأصل التدبير هو التمييز، وأصل التمييز هو الفكر، ومن لم يجد فكره لم يجد تمييزه، ومن لم يجد تمييزه لم يستحكم تدبيره، والعقل كمال الإنسان، والتجربة لقاح العقل، ومن لم ينتفع بتجربته لم ينتفع بما ركب فيه من عقله، وشكر المنّة زيادة في النعمة، والنعمة لا تتم لمن رزقها إلا بشكر موليها، ومن أغفل شكر الإحسان فقد استدعى لنفسه الحرمان، ومن أراد أن لا تفارقه نعم الله فلا يفارق شكر اللّه، وحصن الرأي التأني، وآفته العجلة إلا عند بيان الفرصة، ومن علم ما لله عنده لم يكد يهلك، ومن أراد أن ينظر ما له عند الله فلينظر ما لله عنده، ثم ليعلم أن له عند الله مثل ما لله عنده، قال الله تعالى: {مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها}⁣[الأنعام: ١٦٠]، وجودة اللسان زين الإنسان، وحياة القلب أصل البيان، ومن فكر في عواقب فعله نجا من موبقات عمله، وصاحب الدين مرهوب، وصاحب السخاء محبوب، وصاحب العلم مرغوب إليه، وذو النصفة مثني عليه، ومن كفى الناس مئونة نفسه كفاه الله مئونة غيره، ومن خضع وتذلل لله فقد لبس ثوب الإيمان، ومن لبس ثوب الإيمان فقد تتوج بتاج العزة من الرحمن، فالله سبحانه يقول: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}⁣[المنافقون: ٨]، ومن رزق⁣(⁣١) نزاهة النفس فقد أعطي عوضا من العبادة، ومن وفق للصبر عند البلاء فقد خفت عليه المحنة العظمى، ومن أراد من الله التسديد والتوفيق، فليعمل لله بالإخلاص والتحقيق، والعلم والحكمة لا


(١) في (أ): فمن رزقه الله.