الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

وللناصر # أشعار كثيرة

صفحة 74 - الجزء 2

  أيام ورد الخبر بأن غلمانه قتلوه، وكفي ¥ أمره.

  قال السيد أبو طالب #(⁣١): هذه حكاية معروفة مشهورة قد حدثني بها غير واحد من الثقات.

وللنّاصر # أشعار كثيرة

  منها قوله في قصيدة أولها:

  لهفان جم وساوس الفكر ... بين الغياض فساحل البحر

  يدعو العباد لرشدهم وكأن ... ما ضربوا على الآذان بالوقر

  مترادف الأحزان ذو جرع ... مر مذاقتهن كالصّبر

  متنفس كالكير ألهبه ... نفخ القيون وواقد الجمر

  أضحى العدو عليه مجتهدا ... ووليه متخاذل النصر

  متبرّم بحياته قلق ... قد ملّ صحبة أهل ذا الدهر⁣(⁣٢)

  وقال # أيام ترشحه للقيام ودعائه سرا:

  عهود الصبا سقيا لكنّ عهودا ... وإن كان إسعافي لكنّ زهيدا

  لقد حل مغناكنّ حلم وشيبة ... يرى هديها عن عهد كنّ بعيدا

  فتى غادرت منه الخطوب بغشمها ... طبيبا لأدواء الخطوب جليدا

  إذا ساورته الفاتنات من الهوى ... تبلّج علّابا لهنّ حميدا

  ترى الناس يخفون الكلام تحفظا ... إذا ما رأوه أو يكون رشيدا

  تباعد منه المخلصون ذووا التقى ... وأصبح بين المفسدين فريدا

  عجبت لمن كان النبي وصهره ... وفاطم آباء له وجدودا

  يرى من خلاف الناس لله ما يرى ... فيغضي عليه أو يطيق قعودا

  محلّين لا يرعون لله حرمة ... صدودا ولا يخشون منه صدودا


(١) الإفادة ١٢٩.

(٢) الإفادة ١٣١.