الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

مدة قيامه بالأمر ومبلغ عمره وموضع قبره #:

صفحة 82 - الجزء 2

  وقال # في قصيدة بعث بها إلى أبيه #:

  أمير المؤمنين تعزّ عني ... ولا تحفل ببعدي واغترابي

  وهبني كنت في القتلى صريعا ... بأطراف الأسنّة والحراب

  وقم لله مجتهدا مجدا ... فمثلك لا يعلّم بالصواب

  وكيف وأنت أفضل من عليها ... وأبصر بالعلوم وبالكتاب

  أولاده #:

  القاسم بن محمد، وإسماعيل، وإبراهيم، وعلي، وعبد الله، وموسى، ويحيى أبو الحسين وهو الخارج بالديلم الملقب بالهادي الذي روى عن عمه كتاب الأحكام، وروى المنتخب. والحسن، والحسين، والقاسم. ومن البنات: أسماء، وبنت غيرها، ذكر ذلك السيد أبو طالب #(⁣١).

مدة قيامه بالأمر ومبلغ عمره وموضع قبره #:

  لما توفي الهادي # إلى رضوان الله تعالى، وعظم الخطب على المسلمين بوفاته لنجوم القرامطة بأرض اليمن، وتقوى أمرهم كما قال بعضهم في مرثية فيه #:

  كفى حزنا أنّا فقدنا إمامنا ... على حين أمسينا نهابا مقسما

  على حين أمسى المشركون بأرضنا ... يرونا لهم فيئا حلالا ومغنما

  فاجتمع الناس إلى المرتضى # وقد كربهم الأمر واشتد عليهم الخطب، وأجهشوا بالبكاء، فلما سكتوا وسكتت أصواتهم، قال #: جزاكم الله من أهل محبة وولاية خيرا، ونعم الإمام كان لكم الهادي ¥ الناصح لكم، الحدب عليكم، كان والله حريصا على إرشادكم، طالبا لصلاحكم، مؤثرا لكم، حاملا لكم على ما فيه نجاتكم، داعيا لكم إلى ما يقربكم إلى الله، زاجرا لكم عما يبعدكم منه، حاكما فيكم بالعدل والقسط، لا تأخذه في الله لومة لائم ولا عذل عاذل، على مثله فليكثر البكاء والأحزان، والندم والحسرة والأشجان، ولكن


(١) الإفادة: ١٣٣.