الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

تصانيفه #

صفحة 325 - الجزء 2

  وابتلي # بحرب العجم والعرب من أهل المذاهب الردية وغيرهم من طغاة البرية، فشفى الله به قلوب المؤمنين، وكثر به سواد المسلمين. ومحاسنه # أكثر من أن تنظم في سلك المدائح، وظهور حاله لقرب عهده ومعرفة الخلق به يغني عن شاهد.

  وكان # في نهاية الرفق بأهل الدين، والتقريب للمسلمين، يمازحهم بالملح، ويفاكههم بالطرف، ويكثر التبسم عند الكلام والبشر والطلاقة إلى الخاص والعام، ولقد كان يعرض الأمر ويذكر المسألة فيعرض على من يحضر مجلسه الكلام، ولقد شهدته في بعض الأيام لج عليه بعض الأحداث اللّجاج العظيم حتى كان هو المتكلم وهو # ساكت فضلا جما، هذا مع أنه في كل فن كالبحر الزخار، والغمام المدرار، إلا أن اللين كان له طريقة معروفة والوطاة سجية مألوفة، ولقد عرضت لشيخنا بهاء الدين أحمد بن الحسن رضوان الله عليه مسائل في شيء مما يتعلق بالسيرة فوقف عنده # ليلة من الليالي طويلا حتى مضى طائفة من الليل، وقام عند قيام الناس وسلم إليه القرطاس التي هي فيه، فكتب # أجوبتها في الحال ثم أمر بها إليه قبل أن ينام قال: لئلا ينام على شبهة، فانظر إلى غزارة العلم ووفوره، وحسن الورع وكثرته، وكان في بعض الأوقات ربما يجيب عن المسائل ليلا، لكثرة الشغل بأمور الناس والتدبير العام، فإذا خلى ليلا تولى الجواب.

تصانيفه⁣(⁣١) #

  وله من التصانيف الجمة ما لا يوجد لإمام ممن قام في اليمن من أئمة الزيدية $ إلى هذه الغاية بل لا يدنو منها. وأما في السير فقد وضع شيئا لم يوجد لأحد مثله من العترة $، وكان في علوم القرآن بالغا الغاية،


(١) غير موجود في (أ).