الحدائق الوردية في مناقب أئمة الزيدية،

حميد بن أحمد المحلي (المتوفى: 652 هـ)

(وقعة الجمل)

صفحة 59 - الجزء 1

  إذا نحن بايعنا عليّا فحسبنا ... أبو حسن مما نخاف من الفتن

  وجدناه أولى الناس بالناس إنه ... أطب قريش بالكتاب وبالسنن

  وإن قريشا ما تشق غباره ... إذا ما جرى يوما على الضّمّر البدن

  وفيه الذي فيهم من الخير كله ... وما فيهم كل الذي فيه من حسن

  وقال خزيمة بن ثابت | أيضا عند اختلاف الناس على علي # بعد البيعة - وكان يسمّى ذا الشهادتين، قطع به رسول الله ÷ وحده -:

  ويلكم إنه الدليل على الل ... هـ وداعيه للهدى وأمينه

  وابن عم النبي قد علم النّاس ... جميعا وصنوه وخدينه

  كل خير يزينهم هو فيه ... وله دونهم خصال تزينه

  ثم ويل لمن يبارز في الرو ... ع إذا ضمت الحسام يمينه

  ثم نادى أنا أبو الحسن القر ... م فلا بد أن يطيح قرينه

(وقعة الجمل)

  ولما استقرت له البيعة # أتاه طلحة والزبير فاستأذناه للحج، فقال:

  ما الحج تريدان! ولكن اذهبا فذهبا، والتقوا بعائشة مقبلة من الحج، وعبد الله بن عامر، وجاء يعلى بن منية⁣(⁣١) من اليمن - وكان عاملا فيه لعثمان، فاشتوروا واتفقت آراؤهم على الخروج إلى البصرة لمخالفة علي #، والطلب بدم عثمان، وهؤلاء من عيون أهل عصرهم في الدنيا والدين⁣(⁣٢)، ولهذا قال علي #: في حربهم بليت بأشجع الناس في الناس - يعني الزبير، وأطوع الناس في الناس -


(١) هو يعلى بن أمية، ومنية هي أمه لقب بها. أسد الغابة ٥/ ٤٨٦.

(٢) الطبري ٤/ ٤٥٠، والبداية والنهاية ٧/ ٢٥٧، والكامل ٣/ ١٠٦، ومروج الذهب ٢/ ٣٥٦، وتأريخ اليعقوبي ٧/ ٧٩، وكتاب الفتوح ٢/ ٤٥١.