فصل نختم به الكتاب
  وبنت كريم قد نكحت ولم يكن ... لها خاطب غير المثقفة السّمر
  ومهمة قفر قد قطعت إلى العدى ... بقبّ عتاق في أعنّتها تجرى
  فما كان من هذا فقد كنت أجتني ... جنى شجر جرز مذاقته مرّ
  تولّت بهم عنّا المنون وخلّفت ... به ذات آطال مولعة حمر
  فلا أنسين عهدا إليّ عهدته ... أبى الله إلّا أن أغيّب في قبري
  وما ضاع من عهد أكون وليته ... ولا أنا بالواني الضعيف ولا الغمر
فصل نختم به الكتاب
  وإذ قد فرغنا من ذكر الأئمة السابقين $ على قدر ما اتصل بنا من أخبارهم، وإن كان بعضهم لم نقف على خبره على ضرب من التفصيل فكتبنا في حقّه ما بلغ إلينا من خبره، ونحن نحمد اللّه على ما منّ به من عرفانهم، وهدى إليه من الاستنارة ببرهانهم، فإنهم الخيرة من الأمّة، والكاشفون لكلّ غمّة، فطوبى لمن سعد باتّباعهم، وانخرط في سلك أشياعهم، وأخلص لهم الوداد، وفضّلهم على العباد، وقام بما أمر به في ذرية النبي الهاد، كما قال الله سبحانه: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}[الشورى: ٢٣] لما نزلت هذه الآية قالوا يا رسول اللّه من قرابتك الّذين افترض اللّه علينا مودّتهم؟
  (قال: فاطمة وولدها)(١) فما حال من نصب لهم الصفاح، وثقّف لنحورهم
(١) انظر الكشاف للزمخشري ٤/ ٢١٩ - ٢٢٠ / ط منشورات البلاغة، فتح القدير للشوكاني ٤/ ٥٣٤ - ٥٣٦، ومجمع البيان للطبرسي ٩/ ٢٨ ط. دار إحياء، وابن كثير في تفسيره ٤/ ١٢١، وجامع البيان للطبري ١١/ ١٤٤ ط. دار الكتب العلمية، والنيسابوري في تفسيره المطبوع بهامش جامع البيان ٢٤/ ٣٥، والأميني في الغدير ٢/ ٣٠٦، وشواهد التنزيل ٢/ ١٣٠ رقم ٨٢٢ - ٨٢٩، والطبراني في الكبير ٣/ ٤٧ رقم ٢٦٤١، وذخائر العقبى ٢٥.