مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مسألة [في أن الله لا يريد القبيح]

صفحة 112 - الجزء 1

  وأما قوله تعالى: {وَما يَكُونُ لَنا أَنْ نَعُودَ فِيها إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّنا}⁣[الأعراف: ٨٩]، فإن ذلك على وجه الانقطاع إلى الله ø، وإظهار قدرته، إنه لو شاء أن يجبرنا على المعصية لما قدرنا على الامتناع، فافهم ذلك.

  وأما الرواية عن علي بن الحسين # فلا تصح لفظا ولا معنى، أما اللفظ فإن القدري من يلهج بذكر القدر ويعتقده لا من ينفيه، كما أن الثنوي اسم لمن أثبت الثاني إلى غير ذلك، والآثار في ذلك عن آل رسول الله ÷ عموما لا يرون بذلك، بل يردون على من زعمه وادعاه، بل في عموم بني هاشم فضلا عن أهل البيت $ حتى قيل: العدل هاشمي، والجبر أموي، فكيف لعلي بن الحسين # وهو صفوتهم وخلاصتهم، وزين العابدين، وسبط سيد شباب أهل الجنة.

  وأما من جهة المعنى فنحن نبين لك على وجه الاختصار.

  وأما قول العدلي: الذي سماه قدريا جل ربنا عن الفحشاء وعن القبيح فكذلك نقول، وهو قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى}⁣[الأعراف: ١٨]، ولو كانت الفحشاء تعالى ذلك من فعله والقبائح من صنعه لكانت هذه الأسماء سوءا تعالى عنها ربنا ولم تكن حسنى.

  وأما روايته عن علي بن الحسين: أيكون في ملكه ما لا يشاء، فعلي بن الحسين # أكبر العلماء وأخص معرفة بالله تعالى من أن يجهل أن الله لا يشاء المعاصي ولا القبائح ولا تكذيب رسله، وقتل أنبيائه، ومعصية أمره؛ لأنه حكيم والحكيم لا يكون إلا هكذا، وإنما يكون في ملكه ما لا يشاء، وهو قادر على المنع ولم يمنع لإبلاغ الحجة، وكمال المعذرة، ولأن العاصي غير فائت والمطيع غير مسبوق بثوابه.