مجموع رسائل الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (القسم الثاني)،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

المسألة الرابعة والعشرون عن الأجسام هل تسمع وترى أم لا تسمع وترى إلا الأعراض؟

صفحة 180 - الجزء 1

  والغضب يرجع إلى الكراهة فما كرهه فقد غضبه، وقد تقدمت إرادته للطاعة من فعلنا، بل ربما يريد الطاعة ممن لا يفعلها أصلا، فأما في فعله نفسه تعالى فتقديم الإرادة عزم؛ والعزم لا يجوز عليه لأنه إنما يكون بتوطين النفس على احتمال الفعل، وهو يتعالى عن ذلك.

  قال أيده الله: في تقديم الأهل لله سبحانه كيف هو؟ ولم يعلم قصده في ذلك، فإن كان يريد ما نقول من أنا أهل الله فذلك مستقيم، ومعناه أهل ولاية الله واختصاصه بفعله وتشريفه بولادة أنبيائه، وإن كان المراد كيف تقديم الأهل لله في الاحتساب؟ فمعناه أن من قدم أهله معنى موتهم قبله أحرز من الثواب ما لا يعلم حقيقته إلا هو سبحانه، وفيه آثار كثيرة ضاق الوقت عن ذكرها.

  سأل أيده الله: عن عداوة النفس ولا تعقل المعاداة إلا بين اثنين؟

  الجواب عن ذلك: أن العقل لما صار يريد الحسن ويقود إليه، وهوى النفس تريد المشتهى وإن [أدّى] إلى التلف، وكان من حق العدوين المخالفة في المقاصد، وأن يريد أحدهما بعض مراد صاحبه صار من يدل هوى نفسه لمتابعة دليل عقله كأنه عادى نفسه فصار في التمثيل كأن هناك مضاددة بين اثنين، وإن رجع إلى واحد في المشاهدة، فساغ ذلك وهو أسلوب العرب في لسانهم، فقلت لنفسي، وقالت لي، وليس هناك إلا واحد.

  سأل أيده الله: عن العفو عن عدو الله إن لم يتب؟

  الجواب عن ذلك: لا يجوز إلا لغرض صحيح من رجاء توبة، وإيثار جلب مودة، أو تأليف لغيره ممن يعظم حاله، والأغراض كثيرة، وإلا فإنزال حكم الله به هو الواجب.